السبت، 29 سبتمبر 2012

بنطلونى الجينز القديم !!

بنطلونى الجينز جاء ..
بنطلونى الجينز راح ..
بنطلونى الجينز كان هنا ..
بنطلونى الجينز كان طول عمره هنا ..
لأن بنطلونى الجينز جاء ليبقى !! 
..

أمى تصر على أن أتبرع ببنطالى الجينز القديم لجمعية رسالة .. رغم أنى أعطيتها كل ما أملك فى دولابى من ملابس قديمة ..كما أعطيتها ألعابى القديمة بما فيها الحيوانات البلاستيكية العزيزة على قلبى التى بدأت تجميعها منذ كنت فى الثالثة ..فعلت كل هذا -على سبيل التمويه- محاولةً التغطية على أمر بنطالى الجينز القديم .. لكنها -أمى- لا تلبث أن تقول : 
"البنطلون ده بقاله 7 سنين عندك ..ماينفعش كده ..هاتيه يلا .."
فأعترض أنا : "لأ لأ .. أنا عايزة أحتفظ بيه .. ذكرى خالدة !!"
"خليكى يا حبيبتى مع حاجاتك القديمة دى وذكرياتك الخالدة .. هاتملالنا البيت عتَّة وحشرات وقرف "
بعد هذه الجملة أنعم بساعتين من الراحة قبل أن تعود أمى لإلحاحها علىَّ .. ولكنى ما أنفك أرفض فى إصرار ..
لماذا ؟؟!
مش سؤال .. 
مش عارفة !
بنطال معمول منه 136765 بنطال .
فما الذى يميزه إلى هذا الحد ؟؟!
قماش جينز داكن اللون ..وسحاب -سوستة- نحاسي .. جيوب صغيرة تناسب يدى الصغيرة  التى كانت تُدَس داخله -منذ سبع سنوات- لتنعم بالدفء فى الشتاء ..أو لتخفى الألعاب البلاستيكية داخلها !
"بس يا ماما ده لسه مقاسى ..لسه بيدخل فيَّا !! "
"هاها ..مقاسك ..بدليل انه واصل لتحت ركبتك بشوية !"
"مش مشكلة ..اعتبره بنطلون برمودا ..أو بانتاكور .. مش إشكال يعنى !!"
فتضرب أمى كفًا بكف .. وتقول كلامًا كثيرًا عن أن الله كافأها فى الدنيا بأن جعلها تلدنى .. تقول -ساخرة- بأن هذه أكبر نعمة فى حياتها ..وأن (الزن) و(الزعيق) لم يتوقفا لحظة منذ ولدت ..وهذه نعمة كبيرة أنعم بها الله عليها .. وتجعل تقول وهى تنظر إلى سقف الحجرة  :
"انا عارفة يا رب انك بتكافأنى والله .. الحمد لله .. بابوس ايدى وش وضهر .. اجعل جزاءى الجنة يا رب !! "
ثم تنسى الأمر برمته وتذهب لتحضير (المسقعة) .. ثم لا تمر ساعتان حتَّى تأتى من جديد وتخبرنى بأن الأمر قد بلغ منحنى خطير بالغ الخطورة ..وأن علىَّ التبرع ببنطالى الجينز القديم فورًا !!

"يعنى الناس تقول علينا شحاتين مش لاقيين لبس؟ ..وبيلبسوا لبس بقالوا 7 سنين ؟؟!"
"طب هم الناس هايعرفوا منين ان البنطلون بقاله 7 سنين عندى ..عندهم جهاز تحديد عمر البنطلونات ؟؟! ..وبعدين مالهم الشحاتين ؟ .. حظهم وحش شوية بس موجودين وكائنين .."
ثم أُدخلها فى دوامة فلسفية طويلة ..ثم أبدأ فى الحديث عن الفلسفة التناقضية الغير مستوية نظريًا فى الوجودية المستقبلية فى عصر (نيتشه ) !!
أسلوب (الإلهاء) الذى تعلمته منها شخصيًا ..حينما كنت فى الثالثة من عمرى ..وكنا نذهب لشراء ملابس العيد .. فينتبه جهاز البحث عن الألعاب بداخل نفسى الطفلة .. ويدق ويرن فى إنذار مدوى : "تيت تيت ..هناك لعبة .. تيت تيت ..انظرى هناك لعبة !!"
 فأصيح بلا تفكير : "عايزة دى ..ماما ..عايزة دى ..لعبة ..هاتيهالى ..عايزة اللعبة دى يا ماما "
وتتبدل ملامحى منذرة بعاصفة من البكاء قادمة ..العاصفة التى لا تبقى ولا تذر ..العاصفة التى لا تبالى بالمظهر الإجتماعى -بل ولا تعرف ما هو أساسًا- ..غالبًا لا تكون عاصفة  مبشرة بالخير  ..عاصفة من ضرب الأرض بالقدمين والخبط باليد على فاترينات المتاجر ..ولا بأس من بعض التقيؤ فى وجه البائعة المسكينة التى لم تكن تعرف وهى تقرأ حظها اليوم فى الجريدة أنها تقرأ فى البرج الخاطئ ..وأن فى برجها الحقيقى مكتوب : "كارثة فى الطريق ..احترس !! "
المهم أن تصرف أمى فى مثل تلك اللحظات العصيبة كان بسيطًا جدًا ..تصرف ورثته عن أمها ..وورثته أمها عن جدتها ..وستورثه لى ولأختى فيما بعد ..
"رونى رونى رونى ..بصى الأنوار الحلوة الجميلة بتاعة المحل ده .. بصى أنوار ملونة وحلوة ازاى .. تعالى نتفرج عليها ..الله ..شايفة الجمال ؟؟! "
"حلوة ..أوى ..حلوة !!"
أسلوب (الإلهاء) ..وسيلة لإنقاذ الموقف ..بند متفق عليه غير مكتوب ..
فيما بعد انتبهت لمثل تلك الأساليب طبعًا ..لا تظنن أن الأطفال بهذا الغباء ..وبدأت أعود للموضوع الذى بدأته غير مبالية بما تقوله أمى عن (الأضواء الجميلة) و (الدباديب ذات اللون البنفسجى) ..
"طب بصى الأنوار الحلوة بتاعة الـ..."
"لأ انا عايزة اللعبة دى ..عايزااااااها !!"
"طب شفتى الدبدوبة الجميلة دى ؟؟ .."
"آه ..جميلة وكمان هى ... ، لاااااااا ..ماتحاوليش تلهينى ..انا عايزة اللعبة دى ..هاتيلى اللعبة دى ...عااااااااااااااااااا "
..
انقلب الوضع بعد سنوات طوال ..وبدأت أفعل بعدما كان يُفعَل بى ..
ولكنها -أمى- تفطن للأمر ..فتنظر إلىَّ نظرة ماكرة ..وتضيق عينيها .. وتقول فى ثقة : 
"ده انا اللى معلماكى ..هاتضحكى ع المدرس ؟؟ .. هاتى البنطلون يا بت !! "
..
فقط تمنوا لى الحظ الوافر فى عملية (الإلهاء) ..أفكر هذه المرة فى أن أتحدث عن ميكانيكا الكَم والكيف وابتكار طرق جديدة للقياس تزيد من دقتها ودور (ابن الهيثم) فى تكوين نظريات البصريات فى عصور ازدهار الأندلس ..
فقط آمل أن تنسى أمر بنطلونى الجينز القديم !!
 

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

لأنك ملعون ..

الاحظ عليك بضعة أشياء وانت تحادثنى ..
وجهك يتبدل عادةً .. وتقحم الكلمات الفصحى إقحامًا فى حديثك .. وتحاول أن تبدو كمثقف حقيقى ..
أما عندما تكاتبنى ..
لحظة ..انت لم تكاتبنى مرة من قبل ..
لماذا لم تفعل يا ملعون ؟؟! 
ماذا ؟؟ ..هل علىَّ انا ان ابدأ وأكاتبك ؟
مش بالضرورة .. بادر انت .. 
مستفز انت .. لا لا .. ابق كما انت .. لا تبدل تشكيل ذراتك .. ولا تضيف عليها المايونيز الأمريكانى -إياه- أرجوك ..
أرجوك ...
أنا لا أحب موس البلاسيه بالصلصة الماريلية النصف مستوية -ابتكرت الإسم للتو- .. 
أتخيلك أحيانًا مرتبكًا لا تعرف فى أى يد تمسك الشوكة وفى أى يد تمسك السكين .. 
يا أحمق اغترف بيدك لو لزم الأمر .. 
أتخيلك تدعونى لتناول الغداء ..
أتخيل تخبطك وحيرتك .. تخاف أن تلفظ اسم مطعم (كذا) بطريقة خاطئة ..أو ان تقترح علىَّ الذهاب لمطعم ليس من المستوى -انت نفسك لا تعرف ما هو هذا المستوى- 
فلنذهب لـعَم (شيكو) ولنشترى منه أقراص الطعمية وشطائر الفول الدافئة دفئًا محسوسًا لن تحصل عليه من شطائر الهامبرجر مهما كانت خلطتها السرية !!
تغسل أسنانك حتى تدمى اللثة .. وتخاف أن تخطو خطوة خاطئة أو تتعثر أو أن تسعل بصوت عالٍ ..
تمنع نفسك بصعوبة من البصق على الأرض ومسح البصقة بطرف الحذاء .. حتى لو كان الأمر رهن الإصابة باختناق العصب الأوسط  !!
ربما لا تفعل هذه الأشياء ..ولكنى أتخيلك دائمًا وانت تفعلها .. أتخيلك أحيانًا فى حالة ارتباك دائمة ...
مش مهم عندى التشكيل ولا أدوات النصب والرفع والجر والعضلات اللغوية الفارغة ...
المهم أكتب .. أكتب كده ..
وانت يا ملعون .. توقف عن طريقة تفكيرك المغلقة ككتب الرياضيات هذه ..
أرجو أن تكاتبنى فى أقرب فرصة .. 
لا أكترث لكل هذا ..
المهم ان روحك مفيهاش تهتك !!

الخميس، 27 سبتمبر 2012

انا ممتنَّة .. شكراً

شكراً :))
سأكتب بطريقة غير مباشرة ..
سأكتب بطريقة لن تصل إليك.. وبالكاد سأفهمها انا ..
سأكتبها بشفرة تمنيت لو كانت بينى وبينك ..
ولكنها اكتفت بأن تكون بينى وبينى على استحياء لأنها تستحى !!
شكراً ...
غصونك تتمايل لأنك شجرة ...
والبلح يصير عليك عسلًا..
لأنك نخلة ...
هاها ..لست طويلاً لهذه الدرجة ..ربما انت عشب ..
إحم ..لست قصيرًا إلى هذا الحد ..
ولا أتمنى أن تُداس بالأقدام وبجانبك لافتة (من فضلك ،لاتخطو على العشب) ! 
الإنسان كائن بلا قلب .. أى والله ..بلا قلب ..
ماذا؟؟ ..لديه قلب ؟؟ ..آااااااااه ..تقصد ذلك العضو الموجود على اليسار ..على اليسار قليلًا؟؟ ..هنا ؟؟ ..اممممم...
لا لا ..لا تنخدع .. 
انت لا تصدقنى أيها الملعون ..
صدق من ليس لديها سواك .. صدق . أقول لك أن تصدق
لهذا فقد أصبح الإنسان مالك القلب كرجل الـ(سايبورج) الذى يمتلك شرايين تاجية ..أو كالرجل الآلى فى فيلم (آى روبوت) ..الرجل الآلى الذى يشعر ...
انت هو ذلك الرجل ..
انت انسان ..يشعر .. 
تصدق بقى ؟؟ ..انت بتشعر !!
وأتعجب حين أراك تتعامل هكذا مع هذه الكائنة 
ثم أتذكر فى صمت أنك تشعر 
..
انت الرجل فى (The Walking Dead) 
منقذنا / منقذى !!
 
انت مصنع ضحكة .. 
نشاطك زائد هذه الأيام ..
لأننى أضحك فعلًا ..انا التى نسيت الضحك ..حتى أن وجهى كان يتجعد حينما أبتسم أو أحرك ركنىَّ فمى فقط !
شكرًا ..
انت ازاى كده ؟؟!
انتهى مواطنيك ..
وهذا ما جعلك فريدًا . (يونيك) كما يقولون ..
هل انت متظاهر آخر ؟؟!
لا لا لا لا ..انت شخص رائع فقط ..
انت شخص رائع فحسب !!

شكرًا :))

الأحد، 23 سبتمبر 2012

فكرى ..فكرى !!



"ثم ان الموضوع سخيف أوى .. بطلى تفكير فيه !! "
هكذا حدثتنى نفسى ..عندما فكرت فى تعريف محدد للكلمة:(حب) !!
طبعًا -كما تعرفون جميعًا- من المحتم على كل من أراد أن يكون أديبًا أو شاعرًا مخضرمًا أن يبدأ فى التفكير فى المعانى الأساسية لهذا العالم .. مثلما هو محتم على كل من أراد أن يكون رسامًا أن يرسم شروق الشمس .. والأمر يعتمد على قياساتك انت .. هناك من سيرسم شروق الشمس كرسم (كروكى) ..هناك من سيرسمه مثل أى طفل فى أولى حضانة يمسك الألوان المائية للمرة الأولى .. هناك من سيرسمه كما لم يرسمه أحد .. فقط الأمر متمحور حول مقاييسك انت .. 
لطالما وضعت لعقلى محظورات ..افعل (كذا) ..لا تفعل (كيت) ..فكر فى (كذا) ..لا تفكر فى (كيت) .. ولكن يبدو أن هذه المحظورات قد اتخذت شكلًا ونطاقًا أوسع مما أردته لها .. فبدأت تستولى على الأفكار التى من المفترض أن أفكر فيها لأفهمها جيدًا لو أردت مستقبلًا فى موضوع الكتابة هذا ...
لذا وجدتنى أقول اليوم : "ولم لا ؟؟ ..لماذا لم أفكر من قبل فى أن أفكر فى نفس الأفكار التى بدأ بها كل أديب ؟؟! .."
ثم بدأت الفكرة على استحياء فى الإختمار داخل ذهنى .. حتى وجدتنى أقول : "طب ليه مانبدأش بالمعنى اللى كل الناس بتتكلم فيه الأيام دى ؟؟! اللى بقى لبانة (تشيكلدز) فى لسان كل من هَب ودَب.. الحب ؟؟! "
طيب .. لو كنت تتابع كتاباتى منذ البداية .فستعرف أننى أكره الرومانسية كما أكره الصراصير التى تتسلل إلى غرفتى ليلًا ..كما أنك ستعرف أننى لا أمقت شيئًا فى حياتى قدرما أمقت الـ(رومانطيك ستافز )  (Romantic Stuffs ) !!
تتساءل الآن فى دهشة : "هى البت دى مجنونة ولا عندها خلل عقلى ؟؟ ..طب بتصدعينا ليه طيب مادام بتكرهى أُم الرومانطيك ده ؟؟! "
يا أميجو اسمعنى فقط .. كما قلت لك ..أريد التطرق اليوم فى مواضيع لم أجسر من قبل على أن أتطرق إليها ! .. كما لو كنت أضع عليها (تابو) يمنعنى من سبر أغوارها !!
ما المقياس الحقيقى للحب ؟؟! هه ؟؟!
بما إنى أنثى ..فسأتكلم من منظور أنثى ..
لا زلت مراهقة غريرة ..ولكنى أستطيع أن أضع لك شرحا وافيًا بعض الشئ يمكن أن يصل إلى ذهنك ..
ربما الحب هو الشئ الذى يجعلها لا تصاب بالإستغراب من عاداته الغريبة فى تناول الفول والطعمية بعد صلاة الجمعة مع كوب الشاى الساخن الثقيل كالحبر ..أو الشئ الذى يجعلها لا تصاب بالإشمئزاز من رائحة قدميه أو ملابسه المليئة بعرق يوم كدح فيه ما فى وسعه .. الشىء الذى يجعلها لا تصاب بالتهاب الشبكية عندما يتطاير اللعاب من فمه عندما يتحمس فى الحديث ليطير مباشرةً إلى عينيها .. أو الشىء الذى يجعلها لا تصاب بنوبة قلبية عندما تحضر له عصيراً فيترك الـ(شفاطة) -شاليموه لا مؤاخذة- ويعتبر أن العصير هو ماء لغسيل الوجه فيبدأ فى اغترافه بيديه ووضعه فى فمه فتشرب معه كل قسمات وجهه !!
ربما كان ذلك هو الحب .. لا أدرى صراحةً .. لست ناضجة كفايةً لأكتب فى مثل هذه المواضيع ..
ربما -أى أميجو- لا أعرف المعنى الحقيقى لكهذه كلمة ..ولكن ما أعرفه أن الحب لن يكون أبدًا ما بين مراهقين لم يريا بعضهما لأكثر من 10 ثوان -على الأكثر- ليأخذا أرقام هواتف بعضهما البعض ويتحدثان ليلًا -طبعًا بعدما ينام الأهل- عن الحب !!
بأى حق ؟؟!
أمثال هؤلاء مصابون بـ(حساسية فى الدماغ) -كما يسميها أبى- 
كأن أدمغتهم أنف مصاب بحساسية متقدمة ..أصابته الجراثيم بالعمى ..وأصبح كالخشب النخر ..فراح يبحث عن أشياء يفعلها لمجرد أنه فقد قدرته على إيجاد المعانى الحقيقية لأشياء أسمى منَّا !!
أحبطتنى يا أميجو .. وأنا التى ظننتك ستشجعنى وستقف معى فى أول الطريق الطويل للوصول لمرتبة الأديب .. 
صراحةً ..ما كان لى أصلاً أن أكتب عن هذا المعنى .. كما قلت آنفةً (لست ناضجة كفاية) -عشان مافتيش يعنى- !!
 وإلى لقاء آخر :))
..
ملحوظة : لا تظنن أن حالة الحزن قد انتهت .. لا زالت هنا يا أميجو !!

السبت، 22 سبتمبر 2012

طب ماذا لو فقدت قلمى ؟؟! (ما أملك)





طَب ماذا لوحدث ذلك ؟؟!
ماذا لو فقدت قلمى ؟؟! 
وقلمى هو ما أملك ...
لا أملك حساباً خاصاً فى البنك الأهلى ..ولست أتمتع بأى توصيات من أى شخص كان ..لو أردت وظيفة فلن أجد واسطة ..ولن أتزلف يوماً إلى أحد ولست بارعة فى التملق أو المداهنة ولن أفكر فيهما أصلاً ..لا أستطيع أن أدخن البايب أو النارجيلة لكى أبدو حنكة أعرف ما يجب عمله .. وأمام مشاكل العائلة سينز العرق من جبينى ..وستصرخ أختى فىَّ أنه لا مندوحة لى عن الأمر ..ولكنى سأصرخ فيها أن تدعنى وشأنى وليذهبوا جميعاً إلى الجحيم .وأننى سأذهب ولن أعود حتى يفهموا ميكانيزم (العائلة) الحقيقى!! 
لا أملك عقلية جبارة فى العلوم ،وقدراتى الجمالية متواضعة ..
الحقائق لا تطفو أمامى على السطح مثلما تفعل مع أمثال (هولمز) و (بوارو) .. ولا أقف أراقب لحظات الشفق وكأننى أشاهد فيلماً لـ(سيلفستر ستالون) .. لا أجيد فن الرومانسية-الذى لم يعد له مقاييس محددة هذه الأيام- ..وذكائى الإجتماعى =صفر .. مجمل الأمر أننى لا أملك إلَّا الشئ الذى جعلنى ..الذى مكننى ..قلمى !
 لو فقدته ..تستطيع تخيل ما سيحدث .. أو دعنا نقول :(لا تستطيع) !!     
ربما حينها سأكون فتاة يؤوس لا أمل لى فى شئ أقيم على فَرشة تحت كوبرى القبة .. أو -من يعلم- سأجن وأذهب إلى الثرايا -إياها- وسأضع كسرولة مقلوبة على رأسى وفى يدى سأضع ملعقة مطبخ خشبية عملاقة وأمسكها كصولجان ..  وأتوج نفسى ملكةً على كل أهل الثرايا ..

بالله عليك لا تقل الموشح اليومى الذى يضم أسماطاً وأغصاناً من كلامك المتشابك الذى لا ينتهى عن أن (الحياة حلوة ) و (قلمك يحبك ولن يتركك) .. نحن لسنا بصدد مشكلة زوجية عائلية هنا يا أميجو ..وانت لست وسيطاً بينى وبين قلمى ..وقلمى ليس بزوجى الذى تشاجرت معه .. إنما هى فقط عقدة نفسية لدى كل من يملك قلماً -بالمعنى المجازى للكلمة-  ..
أتخيل نفسى يوماً وقد نفدت أفكارى ..وأننى لم أعد أحزن ..والحزن هو الذى كان يدفعنى للكتابة .. وأن الروايات فى العالم قد انتهت .. وأن المدرسة جعلتنى لا أضع تفكيرى فى شئ آخر إلا منهجها العقيم المتخلف عقلياً ..وأن عقلى قد كَف عن الاستجابة لطرقات يدى المتحمسة على بابه ..
هل تفهمنى يا أميجو ؟؟!
لو تركنى قلمى فلن أزيد عن شحاذة ترتدى أسمالاً بالية تقف فى الإشارة تنتظر رزقها -الذى غالباً لن يأتى- !!
دائماً ما سألونى فى المدرسة هذا السؤال : "بما إنك بتكتبى بقى وكده ..وليكى فى المعانى وأصول الكلمات ..يا ترى بتجيبى الدرجة النهائية ف التعبير ؟؟!"
آآآآآآآه .. السؤال المعتاد .. أكل ما خطر فى أذهانكم هو :(الدرجة النهائية ف التعبير ) ؟؟ .. أستظل تكدح طوال حياتك من أجل درجة نهائية سخيفة لن يفخر بها غيرك وأبواك ولن يراها أحد سوى مدرسك الذى لن يتكبد عناء الربت على رأسك حتى تهنأةً لك !!
.. القلم ليس موضوع تعبير ولا امتحان لغة عربية سخيف .. هذا معنى واهن ولن يصمد أمام المعنى الحقيقى -الحقيقى الحقيقى- للقلم ..
قلمى يداولنى ،يقلب معى النظر فى أرواح الناس ،  فى شوارع الأذهان يجول معى ، يتمنى معى أن يزعف اليهود جميعًا وأن يفقأ عيونهم مجتمعين ، يزدرى معى كل الرؤساء السخفاء ذوى الأقنعة بجانب باب المنزل  واللغو واللغف الذى لا ينتهى ..
يطيب خاطرى حين ينهار السد.. 
يتهكم معى على المتشدقين بالقول جميعاً !!
قلمى ليس لغوسًا ..فهو لا يحتاج طعامًا أساسًا ..لأنه ابتعد عن هذه الأمور المادية البحتة  منذ زمن طويل ..
قلمى لاغفنى ..صادقنى ..غلفنى ..قلمى صنع ثلمةًً فى قشرتى المادية ..وجعلنى أتركها -بلا رجعة- للأبد ..
مالناش غير بعض..فلا تخذلنى 
آذرنى ..آذرنى ..آذرنى :) 
 


الله ينور عليك يا أميجو ..هكذا انت تفهمنى ..طوبى لك :))

الخميس، 20 سبتمبر 2012

ثم انهار السد ..لا ضير ..لا ضير !!





عدت اليوم من ذلك الصرح المسمى بالمدرسة ..وتلك الحالة الغريبة التى بدأت ولم تنتهى لم تفارقنى لحظة !
شئ لا أدرى كنهه ..شعور عجيب ينتابنى..يعشش هناك بالداخل ..يجعلنى أريد البكاء ولكن ترف البكاء هذا ليس متوفراً لى ..وكأن البكاء نشاط آخر غير ذى جدوى .. ما الذى ستشكله بضعة دموع على وجنتى صامتة حزينة .. لا أحبذ جو المسرحيات الحزينة هذا .. هل ستغير هذه الدموع العالم ؟ .. هل ستضع مصر فى مقلاع وتقذف بها إلى أعلى الأعالى ؟ ..لن تفعل شيئاً أى أميجو ..
لا تستفزنى وتقول أنها ستفرغ ما فى من شحنة حزن وغضب ..
لا أتمتع بضغط دم ممتاز يجعلنى احتمل مثل هذا الكلام المبتذل (الحمضان) .. أسمعك تتطقطق بلسانك ..أراك تتململ فى مكانك وتقطب حاجبيك وتتمايل برأسك يميناً ويساراً وتسألنى متظاهراً بالضيق الشديد على حالى ..أسمعك تقول فى حزن تحاول أن تجعله موازياً لحزنى : "ليه يا حبيبتى ؟.. ليه تزعلى كده ؟..الحياة جميييييييييلة .. بس انتى بس بصى للحاجات الحلوة !!"
يا (شخص) أنت ..اعذرنى أرجوك ..أنا فقدت الـ(ساتالايت) الذى كان فى روحى ويلتقط السعادة والمرح .. أراك تتطقطق من جديد بلسانك وتستعد لقول المزيد من الدرر التى -ولا أعرف لماذا- تراها مناسبة جداً للموقف رغم أنها ليست مناسبة بتاتاً إلا للإصابة بنوبة قلبية محترمة مميتة .. لو كررت كلاماً كهذا مرة أخرى فأعدك أننى سأضربك فى معدتك بقوة تجعلك تفرغ معدتك على أرضية الغرفة !!
 ما الجدوى من كتاباتى التى أكتبها أو خواطرى أو قصائدى؟؟هه؟؟ .. هى ليست درر الزمان ..ولا تحتوى -ولو على قدر بسيط - من الحكمة التى تكسو النضج المكتسب خلال سنوات العمر ..
النضج هذا شئ بعيد جداً .. أحاول جاهدة أن أمد يدى لألتقطه من مكانه العالى ..ولكن الأمر ليس بهذه السهولة وإلا لكانت الحياة جنة !!
لا تظنن يا أميجو أنه لأنك بلغت عامك السادس والثلاثين أنك شاب ناضج ناضج ناضج ناضج .. مفعم بالنضج ..مفعم بالأفكار التى ستجعل الفئران تعيش فى مساكن أفضل .. أو تجعل الأطفال المزعجين يكفون عن ربط حشرات اليعسوب بالخيط واللعب بها ..أعنى انك بالتأكيد ستستطيع أن تعمل ..أن تعتمد على دخلك الخاص .. أن تتزوج وتنجب ..أن تحصل على رخصة قيادة ..أن تحضر السباك لمنزلك لأن زوجتك تشكو من حنافية المطبخ التى لا تنفك قطرات الماء  تتساقط منها  ..أن تدفع أتعاب السباك من جيبك الخاص .. ولكن النضج الجسدى لا يملك إلا أن يقف مطأطئ الرأس أمام النضج الروحى الحقيقى ..وأن يتنحى جانباً ويفسح له المجال !!
 لم أعد أنظر إلى الأمس ملياً أو إلى حياتى فى الماضى بنظرة ثاقبة كما كنت أفعل قبلاً.. ولم أعد أرمق صور نجيب محفوظ بنفس الإعجاب الذى كنت أرمقها به عندما كنت فى الصف الثانى الإبتدائى .. لم أعد أبالى عندما أرى نحلة تجول فى هواء فصلنا فى المدرسة .. بل أظن أن هذه النحلة أسعد 3490824098 مرة من جنسنا البائس .. الإنسان كائن تعس جداً .. أعلم أن الحزن يأتى من مصادر عدة ..ويخزن أيضاً فى مخازن عدة .. مثلاً الطفل الصومالى حزين لأنه لا يجد ما يسد رمقه .. أو بالكاد هو حزين ..لأنه لا يملك ترفاً كترف الحزن ..لأنه لا يشعر أساساً بشئ ..
المرأة من الطبقة الأرستقراطية تحزن لأسباب وجدانية نفسية بحتة .. على غرار : (النفس بها إيلام والقلب لا ينام) أو (لم يعد الطعام يترك مذاقاً فى فمى منذ مات "لولى" ) 
وغالباً ما سيكون هذا الـ(لولى) كلبها الشيواوا أو اللولو المرقط !!
لست فتاة أرستقراطية ..ولم أسمع فى حياتى عن مراهقة أرستقراطية أصلاً ..يا أميجو أنا من الطبقة البروليتارية الكادحة ..مصرية أخرى مثل أخرى مثل أخرى مثل أخريات مثل آخر مثل آخرين ..
أعرف أن المراهقين يحزنون بسبب (شئ ما) .. ربما بسبب الحب .. أو شجار مع حبيبة القلب -أو حبيب القلب- ..أشياء سخيفة من هذا القبيل..بسبب أن الربيع قد تأخر .. أو لأن الشتاء يؤثر فيهم بشدة ..أو لأن هناك أجزاءاً من المنهج اكتشفوا فى نهاية العام أنها مظلمة تماماً وأنهم لم يتطرقوا إليها قبلاً منذ بداية العام !!
وأحياناً يحزنون بسبب (شئ ما) فعلاً .. شئ ما لا يعرفون كنهه ..  .. أمهاتهم لا يعرفون كنهه ..آباؤهم لا يعرفون كنهه ..مدرسونهم لا يعرفون كنهه .. هم لا يعرفون كنهه ..لأنه شئ غير معروف الكنه فعلاً ...
ولكن هذه الشطحات لم تصبنى ..ولو أصابتنى فسأعرف أنها شطحات المراهقة على الفور.. وسأحاول أن أنتشل نفسى منها .. 
أما هذا فليس من الشطحات أبداً .. إنما هو شئ آخر .. الآن لم أعد أشك فى أن الجاثوم يأتى لزيارتى ليلاً وأنا نائمة .. يأتى ويجثم فوقى كالكابوس .. أسعل .. أتململ فى فراشى .. أسعل من جديد ..أحاول أن أتقلب ولكنه يجثم فوقى ..حجابى الحاجز يصرخ طالباً النجدة ..أهز كتفىَّ .. تتحرك أصابع يدى فى حركات عصبية لا إرادية .. يتصبب جبينى عرقاً بارداً .. تظهر تجعدات على جفنىَّ من كثرة الضغط عليهما ..ثم ...
أفتح عينىَّ .. ولا أجده .. ليس هناك .. لم يكن هناك أبداً .. ولكن ..
ولكن ذلك الثقل .. أشعر به .. الثقل على صدرى .. ثقل غير مادى ..شيطانى .. ليس استحواذاً -فال الله ولا فالك يعنى- .. ولكن ما الجسم الذى يسبب ذلك الثقل .. ربى أعلم 
حاولت اليوم الإستذكار قليلاً .. حتى لا أشعر بالذنب لأنى أضعت الوقت -اعمل اللى عليا يعنى- ..أحضرت كتاب الرياضيات ..وفتحت صفحة كذا .. سأذاكر ذلك الدرس ..أعلم أننى  سأفعل ..أعلم أننى إذا ذاكرته فسينحنى لى الخوارزمى احتراماً ..وسيخلع قبعته -أو عِمَته فى هذه الحالة- من أجلى ..سيتوسل إلىَّ الرئيس لكى أتنازل وأقبل منصب رئيسة الوزراء .. وسيجثو أحمد زويل على ركبة واحدة أمامى ويطلب الزواج منى .. سأقول له أننى ما زلت فى الخامسة عشر ..ولكن يبدو أنه لن يسمع ما قلته ..وسيخرج الدبلة من جيب بذلته .. ستشعر مديرتى فى إعدادى بالخجل منى ..لأنها عاملتنى بخشونة وازدراء فى الماضى .. وستعتذر وستطلب الصفح .. وسيتوسل إلىَّ سكان تنزانيا لكى أصبح رئيسة جمهوريتهم المتواضعة .. وسأعدهم أننى سأحاول أن أفرغ مكاناً لمطلبهم فى جدول أعمالى وحينها يمكننى أن أتنازل وأقبل .. سيحدث كللللللللل هذا عندما أذاكر ذلك الدرس !
مرت ساعتين وأنا محدقة فى نفس الصفحة لا أفعل شيئاً إلا التحديق والمزيد من التحديق .. ليس الأمر فى أن الدرس صعب .. الأمر كله متحور حول الحالة ..أذاكر بهذه الحالة ؟؟! 
لأ بجد لول يعنى ..
ظلت الصفحة طوال الساعتين أمام عينىَّ لم أقلبها ولم ألمسها..كانت مجرد مرآة لأفكارى وصراعاتى الداخلية.. مجرد خلفية .. موسيقى تصويرية -إن صح التعبير- ..ربما كنت أفكر فى خط توصيل الغاز للمنازل الذى خرب بيوت بائعى أنابيب الغاز وجعلهم يعملون فى أية وظيفة كانت حتى إذا عملوا كراقصين  !!
ربما كنت أفكر فى شعور الضفادع التى يجرون عليها التجارب فى كلية الطب ..كيف تشعر عندما يعبث الطلبة فى الأورطى الخاصة بها ؟..
ربما كنت أفكر فى أثر الفراشة .. الفراشة تهز جناحيها ..الهزة الواحدة تقوم بتغيرات فى اتجاه الرياح فتسبب إعصاراً أو موجة تسونامى جديدة ..
ربما كنت أفكر فى حالة (فرنسا) أثناء الحرب العالمية الثانية ..عندما كانتا (النازية) و (الفاشية) هما الكلمة والحكم النهائى فى أى أمر ..فى منظر الثوار الفرنسيين ..بدراجاتهم ورغيف الخبز (الفينو) العملاق الموضوع بعناية فى سلة الدراجة الخلفية ..لو كنت من الألمان ..لأمرت بالقبض على كل من يركب دراجة ويضع رغيف فينو فى السلة الخلفية ..
فى الحقيقة لم أكن أفكر فى أياً من هذا ..بل كنت أحدق فقط فى الصفحة..تفحصت عقلى فوجدته باللون الأبيض ..لا أفكار ..لا أفكار ..لا أفكار .. فقط صدى صوت عميييييق رخيم .. هشيم تذروه الرياح !
ثم فجأة حدث شرخ فى السد .. انهار السد .. واستيقظ الوحش الذى كان نائماً فى سبات يغط مكتشفاً أنه يملك طاقة وضع هائلة يجب أن يخرجها حتى لا يصاب بالكبت .. 
حدث شرخ فى السد ..انهار السد 
وانفجرت فى البكاء !!
لا جرم علىَّ .. لا بأس ببضعة دموع ..لا يا أميجو ..لن تغير تلك الدموع العالم ولن تضع مصر فى مقلاع يقذفها إلى أعلى الأعالى ..ولكن لا ضير منها ..لا بأس ..لن تضر أحداً ..!!
ماذا فعلت بعدها ؟؟ .
لم أفعل شيئاً .. 
ماذا حدث بعد ذلك ؟
ما صار شئ كتير ..
كل اللى صار وبعده بيصير .. الله كبير 
فقط فتحت رواية ..ورحت فى رحلة بين الصفحات اقرأ !!


يبدو تعساً .. ولكن ..كأن جزءاً منه يرقص طرباً بما فى الصفحات :)

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

أتسمع عن التناقض ؟ .. إذن يجب أن تصاب بالهلع !



اقرأ الكلمات التالية على أنغام أغنية (كام سؤال) ..ربما حينها ستشعر بمذاق الكلمات .. وستلتحم كلمات الأغنية مع كلماتى لتشعرك بما شعرت وأنا أكتب .. ولتنقل إليك الرسالة كاملة !!

..
                    * * * * * * * * * * * * 

لست أبغى العزاء ، ولست من هواة روايات (ديستويفسكى) ، 
المأساوية لا تستهوينى ، ولا أستسيغ التراجيدية ..دعك من أننى لا أطيق الروايات التى تدور فى إطار رومانسى محزن رتيب ..
وبالرغم من هذا ..أشعر الآن وكأنى بطلة محترفة لإحدى روايات (ديستويفسكى) أؤدى مشهداً فى الفصل الأول من رواية (الجريمة والعقاب) 
تبدل رقم (4) ليصبح (5) فى سنوات عمرى .. كيف يتوقعون منى أن أبدل قمصان مدرستى  من اللون الأبيض إلى الأبيض المخطط بهذه السهولة -نعم الأمر قد اختلف بالنسبة لى- .. أو أن أقبل وأتأقلم مع تغيير لون تنورة المدرسة -بعيداً عن أننى لا أستهوى كلمة تنورة هذه- من اللون الكحلى إلى اللون (النبيتى) -لا أعرف له اسماً آخر غير (نبيتى) ..فلا تطالبنى بأن أجد معنى فى اللغة العربية لكلمة (نبيتى) أو أن أذهب لأبحث عنها فى المعجم -!!
شئ هائل أكبر منى يدعى (العُمر) ..أرى الآن بعين الخيال أبناء الستين من العمر يقرأون كلامى هذا ويلطمون ويضربون كفاً بكف ويشدون ما بقى من شعر فى مفارقهم ويصيحون فى شخصى : "انتى بتستهيلى ؟ ..انتى بالكاد عندك 15 سنة ..حياتك لسه أدامك يا عبيطة !! "
فلتقولوا ما تقولون ..ولتتعجبوا قدرما تشاءون ..لطالما كانت نقطة (العمر) هذه مسماراً فى نعش روحى ..أو قطعة بلاستيك محشورة فى الترس تحول بينه وبين الدوران .. دعك من التناقض الغريب الذى أجده كلما قمت بالتفتيش فى دهاليز نفسى ..أنا أخاف العمر بشدة لأنه غادر .. العمر فتى مائع يحب كل يوم فتاتين مختلفتين ويأخذ رقم عشرين فتاة فى اليوم على الأقل ..ومن الناحية الأخرى -شوف بقى التناقض- أقبل أن أبيع كل كتاباتى وقصائدى ومبادئى ومسلماتى بأى ثمن كان فى سبيل أن أنضج !
أن يكفوا عن معاملتى بطريقة : ( كبرتى وبقيتى عروسة) و (وبقيتى فى سنة كام دلوقتى يا حبيبتى؟ ) و (أجيبلك مصاصة؟!!) ..حسنٌ .الجملة الأخيرة -أجيبلك مصاصة- بها قدراً من المبالغة ولكن الأمر سيان ..وكل جملة تؤدى تقريباً نفس مغزى مواطنتها ..
النقطة هنا أنى لا أزيد عن مراهقة غريرة تكتب بضعة كلمات تسميها خواطر أو قصائد .. لم أصل بعد لأقصى ارتفاع فى الجبل ..لم أصل للذروة التى بعدها يأتى السقوط ..فى سبيل هذا أعطى كل شئ .. لو طلبت منى أن أعطيك فراء العصفور -لو كان يملك فراءاً-  فى مقابل أن أنضج فسأحضره وسأعطيه لك عن طيب خاطر !
لا أعلم صراحةً من أين سآتى به ..ولكنى سأفعل !!
كما كنت أقول ..نقطتان متباعدتان متناقضتان أيما التناقض ..
أضف إلى هذا أن جهاز الإستقبال الذى كان يلتقط السعادة ويتلقفها كلاعب بيسبول من الدرجة الأولى قد تلف وحَل به عطب ما !!
فقط الأمر مرعب إلى حد ما إذا نظرنا له عن كثب ..لوهلة تكون اللحظة حاضراً يحدث حالاً ولكنك لا تملك وقتاً لتدرك فيه أن هذه اللحظة هى حاضر وسيمر وينقضى بلا عودة ..ومن ثم وفى وهلة تتحول لماضى ستتذكره أنت عندما تنظر إلى حياتك من منظور عين الطائر !
المحفة التى تتحرك بما عليها من جسد مغطى بملاءة بيضاء ..هاجس يطاردنى ..نعم .هو .هو .هو ..
هو الذى يأتى من خلف ظهرك 
الموت !
أترى الآن ..أتفهم ؟!
فى لحظة سيتلاشى اسمك من تعداد السكان ليظهر فى سجل الوفيات .. بهذه البساطة ..والأمر فى سهولة تسميع الأبجدية !
وسيقل تعداد سكان مصر واحداً ..سرعان ما سيعوض فقدانه بمولود جديد من مواليد الإنفجار السكانى !
التظاهر بالسعادة ليس ذى جدوى فى مثل حالتى هذه يا أميجو ..
بل أن هذا سيزيد الطين بلة وسيزيد الأمور سوءاً على سوء !
آه ..بمناسبة الحديث عن التظاهر بالسعادة وعن المتناقضات .. أذكر أغنية قديمة من فترة الستينات لفرقة الـ(بيتلز)   -أو الخنافس لو كنت تفضل أن يكون كلامنا كله بالفصحى- كانت الأغنية بإسم  (Live & Let Die) .. المهم أن اللحن حزين جداً ثم تفاجأ بموسيقى مرحة جداً تذكرك بموسيقى (ديزنى لاند) مثلاً ..الأمر الذى أضفى على الأغنية طابعاً مرعباً ..عندما تجمع السعادة والحزن معاً فلا  تطالبنى بألا أرتجف هلعاً .. لأن هذا أمر يستدعى الهلع فعلاً !!
يستخدمون هذه الخدعة كثيراً جداً فى أفلام الرعب وما شابه ..إذ تجد امامك الموتى الأحياء يخرجون من القبور ويمدون أياديهم طالبين اللحم البشرى الطازج ويأكلون ما ومَن أمامهم ..ووسط كل هذا تكون الموسيقى التصويرية للمشهد جميلة جداً تشعرك بأن الحياة رائعة ومفيش أحلى من كده ..التناقض من جديد يأتى ليعلن عن نفسه فى صراحة وحنكة مثيرة للريبة !
وصدقنى ما كان الفيلم ليكون أكثر رعباً لو لم يضفوا عليه هذا التأثير !!
لو طبقنا الأمر على واقعنا ..فسنجد أننا نتظاهر كثيراً بالسعادة حتى لنخدع أنفسنا أحياناً ..
أمك توفيت للتو .. زوجتك تركتك بعد أن كدحت من أجلها ..طُردت من العمل للتو ..ما تبقى فى جيبك ليس أكثر من عشر جنيهات ..زوجتك سحبت كل نقودك من حساب البنك ..تلعن غباءك الذى جعلك لا تتريث وتتزوج من امرأة مثلها ..تسافر لأعماق أعماق أفريقيا فقط لتجرب حظك هناك .فقط لتصاب بالملاريا المخية وتكاد الكوليرا أن تفتك بك ..والكالا آزار أن يقتلك ..
وفى النهاية -بعد كوووووووووووول ده -تحاول أن تأخذ نفسك على حين غرة وتقنع روحك بأن تشعر بالسعادة و-والأدهى من ذلك- تجعلها ترقص طرباً من أجل سعادتك !!
ما هذا ؟ 
اشرح لى انت .. 
هبل ؟؟
ثم أنك لا تكتفى بهذا ..بل تحاول أن تقنع نفسك بالمزيد ..تحاول أن تقنعها بأن ما تعيشه الآن هو أفضل صورة ممكنة للحياة يمكن لكائن وُجد أن يعيشها .. هكذا انت لا تجنى شيئاً سوى إصابة نفسك بالهلع دونما تشعر !!
تلخيصاً لكل هذا أقول أن التناقض مرعب .. مرعب جداً .آه وربنا !!
أن تخاف العمر وفى الآن ذاته تبغى النضج ..
أن تكون البؤس يمشى على قدمين ومع هذا تقول فى سعادة مريبة ورضا : "أنا سعيد !! " .. تقولها بينما انت تتناول على الإفطار كل يوم خلد ماء أو سحلية مسلوقة ..!!
ختاماً وحسماً .. لك منى أربع كلمات : 

"ثمة بؤس فى حسائى !!" 
..
كل هؤلاء الناس الوحيدون ..كلهم ..من أين يأتون ؟
كل هؤلاء الناس الوحيدون .. كلهم ..إلى أين ينتمون ؟
أنا أنظر لكل الناس الوحيدين 
أنظر لكل الناس الوحيدين ...
الوحيدين !! 
                                                               تناقض !!

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

ششششششششششششت ..صمتاً


الرجل يفتح شدقيه ..يقول أشياءاً ويفترض وجود أشياء .. ويتكلم وايتكلم .. يتحدث عن معنى الفيزياء !
تعريف نظرى آخر..كلام حمضان إذا صح التعبير 
الكثيرات يردن نقل الجدول ...
بلهاوات ..وما الجدوى يا عزيزاتى ؟؟!
غداً هو ويوم آخر .. ولن يشكل وجود حصة الفيزياء قبل حصة الرياضيات أى فارق .. فقط انت الذى تحدد نظرتك للأمر وعلى أى مقياس ستقيس عليه ..
المزيد والمزيد من الحديث ..
بعد كل هذا يقول لهن : "اكتبوا اللى هاقوله دلوقتى !!"
لا يا عزيزى !!
لن أكتب ..
ولو كان اأمر رهن ورقة امتحان سخيفة أملأها بالسخافات .... لا تثبت لذاتى شيئاً ..
هن سيكتبن .. أنا لن أكتب .. لأنى سأكتب هذا !
فقط أبعدنى عن المادية ..وعن الوجودية كذلك ..أبعدنى عن المفردات ..عن المتناقضات ..
ولطخ قواعد الفيزياء خاصتك بألوان الأطفال الفاقعة ..
على الأقل سيكون مظهرها أفضل !!
وأبعدنى !!
..
(خضت فى المستنقع أكثر من اللازم ..فما لاقيت شيئاً .. وما لقيت أحداً !! )
بعيداً عن هذه الضجة ...خذنى !

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

الوضع مستحيل


إحم ...إنه السقم 
العام الماضى كنت أشكو من تكرار الوجوه .. نفس الوجوه ..نفس الأرواح-إن وجدت- ..هذا العام أجدنى أشكو تجددها ..أين الأرواح ..أين الأرواح التى اعتادت اللهو مع روحى ؟ ..
آه نعم ..تذكرت .. إنها هناك ..فى الغابة الأخرى !!
لا أفهمهم ولا أعرفهم .. ولا أفهم ردود الأفعال العجيبة ..والآن أجدنى أشعر بهول من الكلمات محشور حشراً فى روحى . لم تعد روحى تثرثر مع أترابها ..
تهتك روحى ..هذا ما أصبت به !!
ولا تطلب منى التعود يا صديقى .. هاها  ..لا 
ما عدت أملك البال الرائق لشئ يحتاج لبال رائق كالتعود ..وإلا سأجلب على نفسى مزيداً من السقم ..
ورويداً رويداً سيتجسد السقم فى شئ شبه وحش مخيف يفتح شدقيه ليبتلعنى !!
 لا تطلب منى التعود يا عزيزى ..
وإلا سأجلب على نفسى وبالاً ومزيداً من السقم .. وصدقنى ...
الكبت ليس جميلاً لهذه الدرجة !! 
..
- أنَّى لى بالبكاء دون عينين يا أماه ؟؟!
- إنها معجزة الحزن أى بنى !!
..
كانت هذه التدوينة ترحماً على رفيقتىَّ الفقيدتين (روحياً لا جسدياً) !! 

أن تكون مخدوعاً .. هذا يفيد أحياناً !!

بصت ف مرايتها 
وعمتها حلاوتها 
ده جمالها سيف بتار 
..
ملكة جمال مصر 
أو شهرزاد ف القصر 
ومستنية شهريار 
..
قال ايه من كتر جمالها 
رؤساء اتلفوا ف حبالها 
وخدوها السيما ..وجابولها فشار
..
أصلها فاتنة وجميلة 
وطعمة زى البليلة 
لا تقوللى كليوباترا ولا عشتار !
..
ده جمالها يا حضرات 
ولا شامبو ولا مستحضرات 
ولا مساحيق من العطار 
..
مش هرطقة ولا كلام فاضى 
إنها الحقيقة سيدى القاضى 
ده جمالها ثقيل العيار 
..
مارلين مونرو اعتزلت
لما شافتها وانعزلت 
وأصيبت بانهيار 
..
وأباظة كان معجب بيها 
وقال ايه من حبه فيها 
عزمها ع الفطار !!
..
هاتصاب بتهتك ف القلب 
وهاتجرى وراها كالكلب 
وجمالها هايملاك إصرار
..
ها ها .. ضحكت عليك يا برنس 
وحبها بقى باست سيمبل تينس (Past Simple Tense)
أحسنلك تسرع بالفرار
..
بتضحكى ياختى على مين ؟
ده انتى داخلة ف الستين 
جلبتى لنفسك العار 
..
ازازة الكولا أحلى منَّها ..
ده حمار السوق مش بيحبها 
تمشى تتمخطر كصرصار .
..
تلبس فى يديها قناطير مقنطرة 
وأصبحت للحارة مسخرة 
عانس .. وفاتها القطار !
..
كحرباء مسلوعة دلوعة 
وقد نالت منها الميوعة 
وخشونة بشرتها كالصبار 
..
دى آخرها تبقى خشبة ف وكالة 
أو حتى تبقى غسالة 
أو تبقى معزة بكار !!
وعجبى ... :)
..
رانيا فهمى
2012

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

هؤلاء العباقرة !!



تعلمت اليوم...
ها ها .. (تعلمت اليوم) هذه ،كلمة كنت أسخر ممن يقولها وأنتظر حتى يختفى قائلها من أمامى حتى أسخر منه وأتهكم عليه وأضحك على ابتذاله وسخافته ..يقولها ظاناً أنه بقولها سيظهر كالحكيم (بوذا) فى ثوبه الحديث مثلاً .. أو أنه بقولها سيتهاتف عليه الصحفيون من كل ثقب فى الأرض حتى ليخرجون له من المرحاض !!
ولكنى -وهذا هو الغريب- أجدنى أقولها اليوم ..
تعلمت اليوم ...
دعونا من الإستطراد وما رأيكم أن تأتوا أحسن لأريكم ما (تعلمته اليوم) ؟
تعلمت اليوم أنه ليس كل من رأيتهم يوماً أفضل أشخاص عرفتهم ..عباقرة بل متكاملين ..ليسوا تماماً كما كنت أظنهم سيكونون !!
"هاع ، حكمة سخيفة أخرى ..هذه حقيقة علمية يا عبيطة ..كم انت مبتذلة وسخيفة ومعادة ..كم أنت مكرره ..وكأنك تقولين أن الشمس تشرق من الشرق أو أن كل الرجال أوغاد !! "
 قالتها لى (أنا) ولكنى أخرست (أنا) السخيفة هذه .. لم يعد من السهل الحصول على (أنا) جيدة هذه الأيام ..كل الـ(أنات) صينية مضروبة -لو صح التعبير- !!
كما كنت أقول ..ليسوا تماماً كما ظننتهم سيكونون ..وهكذا أيقنت بأن ليس كل عبقرى هو شخص مغرم بموسيقى (باخ) ..ويستمع لأغانى فرقة الـ (بقستشخعلب) -التى لا أعرف ما هى- وهذا يجعله فريداً من نوعه ويونيك لأنه يستمع لأغانى الـ(بقستشخعلب) ..ولا أحد يستمع لأغانى الـ(بقستشخعلب) كما تعلمون -انا عملت كوبى وبيست للإسم ..مش هاقعد اكتبه تانى يعنى !- ..  ويشاهد باليه (بحيرة البجع) كل عشر دقائق .ويضرب الأرض بيديه وقدميه تأثراً عندما يسمع قصائد (أمل دنقل) .. وله أهازيج وأغانى وترانيم سرية خاصة به ..لا يعرفها أحد ..ليسوا كلهم كذلك ..من قال أن العبقرى شخص نقى كالملاك ..ذا قلب أبيض كالمعكرونة الإسباجيتى بدون صلصة ؟؟..
شكسبير كان مجنوناً عصبياً ..بيتهوفن كان فظاً نطعاً ..جويا كان فجاً سريع الغضب ..
ادجار آلان بو كان مريضاً نفسياً مصاب بنزعة سادية !!
أيقنت أيضاً أن لديهم شطحات ونزوات ..وجنون لا مبرر .لديهم تصرفات غير ذات مبرر أو سبب ظاهر يفعلونها تحت اسم الإبداع أو العبقرية ..يفعلونها فقط لأن أنفسهم تحتم عليهم فعلها -بما انهم عباقرة الزمان- 

أحياناً ينظرون إلى الناس -أمثالنا- بنظرة احتقار كتلك الظرة التى تنظرها انت إلى صرصور تسلل لغرفتك عبر الشرفة !!

نظرة تصيح قائلة : "أنا عبقرى ..وانت فاشل ..انت لن تكون مثلى أبداً ..واجه الأمر و get over it loser !!"
يسخرون مثلاً من تلك المرأة التى تشاهد مسلسل الساعة الثامنة بنهم شديد كطفل صومالى أمامه فخذ دجاجة محمرة !!
أو من ذلك الرجل الذى يجلس كل يوم على الأريكة بعد العمل أمام التلفزيون -لا داعى لكلمة الـ(تلفاز) تلك .. تذكرنى بالجراد أو السحالى !!- ليشاهد مباراة الأهلى والإسماعيلى بعينين متسعتين كعينى الضفدعة المسلوقة وهو يعبث فى أصابع قدميه بحثا عن شئ ما ويقفز إلى السقف صارخاً : جووووووووووووووووووول 
عند أول هدف يحرزه الأهلى !!
يسخرون من كل هذا ويقارنونه بكل فخر بأنفسهم ..
يا لسمونا .. يا لعظمتنا .. يا للنقاء !! .- هكذا يقولون- 
ليس قانوناً ..لا ..لن يسطروا قانوناً جديداً فى الدستور يحتم على كل شخص أن يكتب روايات أو يعزف مقطوعات عمر خيرت أو يرسم كـفان جوخ أو يلقى بيت شعر كل خمس دقائق ..
لديكم موهبة ؟؟!
حسناً ..بالهناء والشفاء ..استمتعوا بما لديكم..لكن هذا ليس من شيم العباقرة يا عباقره .. هه ؟؟!
(أن يتغيروا هم من أجلنا). هذه هى نظريتكم المرتجلة جداً العميقة الفظيعة التى ستصرحون بها يوماً ما فى مؤتمر صحفى خاص بكم -لأنكم عباقرة طبعاً- ويصفقون لكم فى حرارة ووله لا داعٍ له !!
فى غرور يستمتعون عندما يأتى الناس يسألونهم عن معنى هذه الكلمة أو استخدام هذا الوتر أو كيفية كتابة قصة أو :(كيف أنحت هذا التمثال) 
ولا أستطيع أن أصف لكم الوضع أو مدى غرورهم حين يسمعون شخصين فيقول واحد منهم : "أنا اصلاً عبقرى يا ابنى ..انا عارف طبعاً انى عبقرى ..طول عمرى عبقرى !"
فيقول الآخر : "ايه يا ابنى ..انت هاتمثل علينا الدور ..انت فاكر نفسك زى (فلان) أو (علان) ؟؟! ..ماحدش زى (فلان) أو (علان) ف العبقرية !! "
و(فلان) و(علان) فى الجملة السابقة تشير إلى الشخص العبقرى الذى يضربون به الأمثال ..الشئ الذى يجعله مستمتعاً فى ساديه وراضياً عن نفسه إلى حد التخمة !! 
يكون منتشياً ومستمتعاً جداً بما يراه ويسمعه من الـ(عامة) -كما يسمون الناس العاديين- 
هاها ..لفظة الـ(عامة) هذه تذكرنى نوعاً بروايات هارى بوتر ..لكنهم يطلقون عليهم فى الروايات الـ(عامة) لسبب بسيط جداً ..هؤلاء سحرة ..وهؤلاء مواطنون !!
لسنا بصدد مجتمع سحرى ها هنا يا سادة .. لستم فى (هوجوورتس) ..ولن تقفز عليكم الأستاذة المخضرمة (ماكجونجال) وتتحول إلى قطة وسط آهات الإعجاب من التلاميذ -السحرة الصغار- ويعطيها الحاج (دمبلدور) -الله يطيل فى عمره- ميدالية وشهادة تقدير ..لا يا أعزائى الصغار .. إليكم بالمفاجأة ..لن يحدث هذا ..ولستم (إكسترا أوردينارى) كما تحبون أن تسموا أنفسكم !!
أعنى أنكم لستم سحرة  ولستم فى عالم عمنا هارى بوتر مثلاً لكى تلفظوا كلمة كالـ(عامة) ..وما أنتم إلا عباد لله .. فقط ميزكم الله بعقل يختلف ..بتفكير مختلف ..لم يفعل هذا لتأتوا أنتم وتفتحون أفواههكم فى فهم -أم فى بلاهة الجواميس؟- وتقولون : 
"أيواااااااااااااااا .. ربنا ادانا عقلنا عشان مانبقاش زيهم ..زى ولاد الغبية دول !!"
يا حول الله .. وبعد هذا ترفعون رؤوسكم وأنوفكم إلى السماء حتى لتصل إلى كوكب المريخ وعيونكم مغمضة .لتعطوا لمن أمامكم -من العامة- انطباع بأنكم تتأملون كبوذا ..وأنه لا يجب على أى أحمق أن يزعجكم ..وتقولون : "نحن عباقرة !!"
أنتم حقاً عباقرة ..عباقرة فى التوهم والإيهام !!
هاع، مكشوفون يا سادة ..تلعبون بأوراق مكشوفة للغاية .. أريد أن أضحك الآن ملأ فمى على بلاهتكم المغولية ..وأن أقع على الأرض من كثرة الضحك .وتتحطم أضلعى وعضلات جدار معدتى وتخرج أحشاءى من فمى من كثرة الضحك !!
حتى لو كنت فى خضم حصة رياضيات ندرس فيها الـ(فرقبفكنشز) الذى -كالعادة- لا أعرف ما هو ..والمدرس يحمل عصا خشبية غليظة انتزعها من رجل كرسى ..سأضحك رغم هذا ..وعندما سيسألنى المدرس وهو يرغى ويزبد عن سبب جنونى المفاجئ ..سأقول له وأنا فى فورة ضحكتى المجنونة : "هاهاهاهاها ..أنا .. أنا بس ..أنا باضحك على العباقرة يا مستر ..هاهاهاها ..شفت بقى ؟ .. هاهاهاها "
أعلم أنه سيضرب كفاً بكف ..وسيزمجر كأسد كالاهارى ..أعلم أنه سيأتى بحركات تدل على أنه سيصاب بارتفاع ضغط وشيك أو بنوبة قلبية على أقل تقدير ..ولكنى رغم هذا سأستمر فى الضحك !!
حتى لو كنت فى حفلة ترقية أبى ..ومديره حاضر ويجلس بجانبه ..والحفلة مقامة فى قصر الرئاسة بجانب حمام السباحة ..سأنفجر فى الضحك وسأتعثر فى طفل فى الثانية من عمره .. صغيييييير جداً لدرجة أننى لم أره ..ونعم ..سأقع فى حمام السباحة ..وستتناثر المياه المخلوطة بالكلور من حولى ..وستبلل بذلة المدير التى جاء بها رأساً من مغسلة فى الولايات المتحدة ..أعلم أن أبى سينظر لى نظرات تعنى على الأرجح خراب بيتى ..أعلم أنه سيأتى بحركات معناها : "يخرب بيتك يا منيلة ..اتجننتى الحمد لله !!"
أعلم كل هذا .. وعندما سيسألنى أبى عن سبب جنونى المفاجئ ..سأخبره ..سأقول له وأنا لا زلت أضحك : "ها ها ..باضحك على العباقرة يابويا .. على العباقرة هاهاهاها !!"
وسأظل أضحك ...
لأنكم بصراحة ناس يُستَحَق الضحك عليها ..بل ان الطماطم الفاسدة لن تجد مكاناً أفضل من وجوهكم لتستقر عليه !!
باضحك على العباقرة يابوى ..هاها ..
احم ..عذراً .. هاكمل ضحك فى حجرتى ..
وإلى لقاء آخر :)
هى هى هى هو هو هو هو هاهاهاهاهاهاااااااع !!