الاثنين، 27 أغسطس 2012

فـكلـنا يـــعود





                                                                          * * * * * * * * * * * * * * 
- هل سنعود ؟؟! 
- نعم ، بكل تأكيد .. فكلنا يعود .. نذهب إلى أقطار الأرض شرقها وغربها .. نرى الموت فى أعين أطفال الصومال .. ونرى الأذرع الغضة البضة  فى أمريكا ..وبعد كل هذا .. نعود من جديد .. نعم سنعود يا عزيزى !! 
        
                                                                               ******
المدرسة ؟؟! 
لم أدقق فى تلك الكلمة من قبل ..غريب فعلاً .. إحدى عشر سنة ولم أنظر بل ولم ألق بالاً مرة إلى تلك الـ (البتاعة) -سواء المبنى المادى أو الكلمة بروحها- .. 
لا، لم تكن المرات التى كنت أكتب فيها عن المدرسة فى موضوع التعبير على أنها  : (درة الزمان) ،(مركز المجد وقلب الحضارة)،(ناقوس حكمة ما بعدها حكمة) ،(تلقى علينا بالسحر) ..والجملة الأخير (تلقى علينا بالسحر) كانت تهكماً صغيراً أدسه دساً عن عمد فى الموضوع أيام ابتدائى  .. فغالباً هذا السحر آتٍ من عصا ساحرة شريرة تتناول على الإفطار شوربة الأطفال بكوارع الضفادع -لو كانت هذه الأخيرة تملك كوارع!!- 
لم يكن هذا تأملاً فى معناها أو محاولة سرمدية لفهم مغزاها .. إنما هى فقط محاولة بائسة من تلميذة ابتدائى تعسة تشق طريقها فى صعوبة لتحصل على الدرجة النهائية فى موضوع التعبير !! 
غرضها ؟؟! 
لا يا جدع .. لا 
قطعت التساؤل عن غرضها منذ فترة ..فإما أننى سأتلقى رداً مفحماً حمضاناً له وزن عملاق ثقيل على اللسان ..حضره مدرس لغة عربيه مخضرم ليفحم به أى طالبة إعدادية مراهقة غريرة مثلى ..
وإما أننى سأتلقى (شخطة) ذات أداء عالى من حنجرة أوبرالية .. أو اننى سأتلقى صفعة لا بأس بها من يد خشنة كيد (محمد على كلاى) على قفاى  . أو أنال قرصة جميلة تستحق التصفيق والإعجاب فى أذنى .. ليست قرصة بل هى إعتصار للأذن حتى تخرج عصارتها التى سيستخدمها ذلك المدرس فى صنع عصير الفراولة لأولاده  !! 
 كل هذا لأننى : (بتسألى أسئلة غريبة جداً ومش منطقية زيك كده .. اسئلة ماتتسئلش .. خشى فصلك يلا واتعلمى واسكتى !!)
 يا سلااااااااااام ؟؟! 
هكذاا فقط ؟؟! 
سهل جداً .. لما كنت عانيت .. لما عانى أحد فى الحقيقة ..
إذن أى تعليم هذا الذى تتحدثون عنه يا جدعان ؟؟ .. فهموووووووونى !! 
وأى مستقبل هذا الذى تنتظرونه وتقضمون أظافركم إنتظاراً له ؟؟! .. فهموووووووووونى !!
آه نسيت، (الفهم) هذه كلمة (يَع)  .. دعك من أنها (حرام) .. 
آسفة .. اعذروا سفاهتى وكلامى (الدبش) هذا .. اعذروا حماقتى وغبائى المستحكم .. لم أعد لبقة جداًَ هذه الأيام .. اتساءل لماذا .. لا أعرف لماذا .. هل تعرفون أنتم ؟؟! 
                                                             ************
"غضبة .. ثم ملل !! "
                                  
                                                       *******************
"عشان أشوف صحابى"
"لقا الأصحاب" 
"صحابى أهم عندى من مليون اجازة هايفة !! "

نعم .. نعم .. أسمعها كثيراً.. انت أيضاً تسمعها كثيراً ..
استفتاء صغير قمت به أكد لى صدق اعتقادى !! 
(عشان صحابى)  .. كصدى الصوت تتردد على مليون  شفة -شفاه حمراء وبيضاء وشفاه مصابة بفقر الدم!! - ..فى ملحمة أبدية كعبث (سيزييف) تُكتَب .. تتكرر .. لا تمل .. لا تكل .. تصر على استفزازى فى إصرار(سيزييفى) عجيب !! 
الحقيقة التعسة ليست (عشان أصحابى) .. فصحابك هؤلاء الذين تتحجج بهم الحجج .. يمكن ملاقاتهم فى أى مكان آخر ..حتى لو ذهبتم معاً للعب فى بركة طين كالحلاليف .. على الأقل ستكونون سعداء .. أم أنكم تحبون اللقاء يظللكم جناح (القرف) .أعنى الـ(بتاعة) التى بدورها تعنى (المدرسة) !! 
ظللت أبحث الأسباب .. أسبر أغوار التلاميذ محاولةً جمع شتات الحقيقة .. فى النهاية توصلت لنظرية لا بأس بها كنظرية :
(عشان صحابى) ..يقولونها لأنهم لا يجدون سبباً آخر ...
أو بالأحرى أنه  ليس هناك من سبب آخر أصلاً 
يقولونها لأنه ليس هناك من سبب للذهاب إلا آبائهم !! 
فإما الذهاب أو المشنقة ..أو الساطور على أقل تقدير !! :S 
يقولونها حتى لا يشعروا بذلك الشعور الذى يشعرك بأنك مصاب بقرحة معدية ممتازة ذات عنفوان شرس ..شعور أنك (عبد المأمور ) !! 
تلك الفتاة تتفاخر بأن أباها (كووووول) ..لا يلتفت إلى تلك الأشياء السخيفة التى يدعونها بإسم غريب جداً وهو : (حرام) ..ترى ماذا تعنى هذه الـ (حرام) ؟؟
وذلك الفتى الذى يقول وقد نفش صدره كأى أصلة فى وضع هجوم أن أباه أعطاه سيارته ليذهب بها إلى درس الرياضيات .. فسافر بها إلى الإسكندرية وركبت معه فتاتان فى المقعد الخلفى ..وقد سكبت إحداهما عصير (كبد الحوت) على المقعد الخلفى ..ولكن أباه الأبله لم يقل شيئاً طبعا بل ولن يقول شيئاً ..بل -والألعن من هذا- لم يعرف الحقيقة كاملةً ..وتكفل بعملية التنظيف ..وبدأ يفخر بابنه الذة يتناول مثل تلك المشروبات الصحية !! 
نستخلص من كل هذا النقاش المحتدم نقطتين حسبما أظن يعنى .. يمكن أكثر من اثنتين .. ولكن لطالما كان (إثنان) رقماً يبعث عن التفاؤل : 
  1. عندما ترى يا مربى الأجيال ..تلميذاً يقول مثل هذا الكلام .. فلا تتعجبن يا صديقى ..فمن المدرسة القدوة الحسنة .. ومنها يأتون بكل الـ (بلاوى) التى تعلموها .. وإلا -بذكائك الخارق- فمن أين تأتى إن لم تكن من منزله الثانى؟!!
     يقول الطالب أو الطالبة مثل هذا الكلام الأخرق فقط ليديروا ظهورنا عن حقيقة أعظم .. أنهم تحت سيطرة آبائهم بالكامل فى موضوع المدرسة هذا .. يتحدثون عن حريتهم الغير مشروطة التى أتاحها لهم آباؤهم .. ليغلقوا أعيننا عن تلك الحقيقة : ( المدرسة نبراس العلم يا بنى .. ولإن لم تذهب .. لأذبحنك وأقطعنك بساطور ريفى أصلى وأستأجر طائرة وأرمى كل قطعة فى بلد من بلدان العالم ..فتكون (أوزوريس) آخر - ولكن من النوع الحديث الغر المراهق!!-
  2. رغم كل ما يتحدث عنده طلابنا ..فهم مجبرون على الذهاب .. هذا شئ مفروغ منه أصلاً !!
    الشخطة تكفى للفتى .. والحبس فى حجرة مليئة بأسود كالاهارى ستتكفل بالفتيات -لأن فتيات اليوم لم يعدن مثلما كُن!!- ..

    أنا فخورة ..

    فقد كشفنا سراً مطلسماً ملغزاً .. وعرفنا ما وراء تلك الجملة (عشان صحابى)

    ولهذا يقولون (عشان صحابى) و (صحابى اغلى من مليون اجازة ) وإلى آخر هذا الهراء ..

    "عبد المأمور؟؟ .. ها ها ها ..مين اللى جابلك سيرة الكلام الفارغ ده ؟؟! ..تلاقيه عمرو اللى ليقوللك كلام زى كده..جاتك البلا انت وعمرو ..يخرب بيوتكوا كلكو مليتوا البلد يا ولاد الـ ...... (شتيمة تخدش حياء القارئ) .. طب شفت لما انا ركبت عربية أمى وخبطتها فى الرصيف ف جنبها اليمين ؟؟ .. انا كده عبد مأمور ؟؟ هه ؟؟ انا ؟؟! "

    ..

    لا داعى للإنكار أعزائى .!!

    لا يوجد له من داعٍ    !!

    ..

    و ....

    يا هناه .يا هناه اللى يتعلم عندنا !!

    ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق