الخميس، 25 أكتوبر 2012

الثلاثاء 23/10/2012

هذا اليوم من هذا العام  -2012- .. لم يكن استثنائيًا جدًا .. انتم تعرفون تلك الأيام قبل الوقفة ..التى لا يعتبرها بعض الأشخاص أيامًا دراسية .. ويبدأ الناس السفر فيها إلى (البلد) أو (العين السخنة) أو ..أو ..أو .. 
على الصعيد الشخصى .. لم أذهب فى حياتى إلى أى مكان سواء فى عيد الأضحى أو فى أى وقت من السنة .. أما فى عيد الأضحى ..فألزم المنزل واقرأ بلا توقف ..
المهم أننى لا أندرج تحت أيًا من الفئتين : محبو الإجازات أو المسافرون  
لهذا تجدوننى أذهب فى ذلك اليوم إلى المدرسة .. يوم الثلاثاء الذى يسبق الوقفة بيومين .. الوقفة يوم الخميس .. فما بالى أرى المدرسة خاوية على عروشها بهذا الشكل ؟؟ ..
صعدت الدرج .. وضعت الجيتار فى نهاية الفصل .. وذهبت إلى صف الألمانى .. 
جمييييييل .. عددنا حوالى سبع فتيات .. صف الفرنسية ليس بأفضل حالًا .. به فتاتين تقريبًا ..  
إذن نحن تسعة .. تسعة من تسعة وعشرين فتاة .. جميل جميل 
الحصة الثانية : جغرافيا 
مستر /أيمن .. حصة الجغرافيا لها طابع خاص .. لو امتنعت عن الضحك لعشر سنوات ..فستضحك لو حضرت تلك الحصة .. أى والله .. لا أتمالك نفسى فيها..وأخرج منها مع آلام لا حصر لها فى جنبىَّ وقلبى من فرط الضحك ..
مستر أيمن رجل فى الأربعين .. أسمر .. وأسنانه بيضاء جدًا .. وصفىَّ أسنانه الناصعة هذه مستقيم جدًا .. بلا تعرجات .. وهو من الرجال القلائل الذين نجوا من لعنة (الكرش) المسلطة على كل رجال مصر -والمتزوجون بخاصةٍ- 
أخذ يتكلم بعض الوقت .. ثم أمسك بجيتارى .. وأخذ يمرر أصابعه النحيلة على الأوتار .. ويهزها .. ثم يغمض عينيه فى وَلَه .. فتصدر الفتيات صيحات الإستحسان : "الله .. الله عليك يا عندليب "
ثم يكفون عن العبث .. يطلب منى أن أطربهم قليلًا بواحدة من أغانىَّ .. أرفض فى البداية متحججة بأنى لا أعزف على الجيتار بالبراعة الكافية .. يصرخون فىَّ أن: "اعزفى اعزفى اعزفى عاااااااااااا"
فأمسك الجيتار والريشة فى يأس .. وأعزف : "مرة كنت ماشية ف الشارع" ..  الأغنية التى كتبتها ولحنتها فى وقت قريب من بداية العام الماضى ..
"مرة كنت ماشية ف الشارع ..
لقيت واحد بيبيع كوارع ..
عنده تسعتاشر سنة أو عشرين 
وقاعد يهبل هبل السنين  !! "
ثم أنتهى منها .. فالتصفيق الحار ..
"تيك تيك تيك تيك تيك ."
ولا بأس من بعض الصفير المبالغ فيه ..  
ثم يبدأ مستر أيمن فى الحديث عن (محمد منير) ويتهكم عليه .. فيقول : 
"والله محمد منير ده حيرنى كتير .. الراجل مش عارف يمسك الميكريفون .. الميكريفون بيهرب من ايده يا جدعان .. كل ماييجى يمسكه يروح منه ف حتة ..فايحرك ايده بسرعة عشان يمسكه .. ماسألتوش نفسكوا ليه بيقعد يحرك ايديه كده زى العبيط !! "
مع الكثير من التعليقات والتى -أعترف بهذا- أنفجر منها فى الضحك ..    
انتهت الحصة وقد أصبح مستر أيمن يلقبنى بالـ(فنانة) ..لم أعد (رانيا) بل تحولت فى ظروف غامضة إلى (الفنانة) !! 
..
حصة الفيزياء 
مستر /هانى 
الوجوم الوجوم والتقطيب .. ولا شىء غيرهما .. الرجل لا يضحك أبدًا .. حتى أننى أؤمن بأنه لو ضحك لتجعدت ملامحه .. (وشه هايكرمش) لو ضحك ..آه وربنا !! 
أخذ يقول الكثير من الكلام عن تعيين كثافة الأرض وكتلتها .. وعند قرب انتهاء الحصة دخلت فى تلك الحالة .. حالة من (خفة الرأس) كما يسمونها .. بدأت أومئ برأسى فى بلاهة كلما سألنى : "فاهمة؟؟ "  .. حتى شعرت أننى -من كثرة الإيماء- قد تحولت إلى دمية الكلب التى يضعونها على التابلوه فى السيارات .. فتهتز رأسها عند كل مَطَب         
وفى النهاية .. اتجه نحوى وهو يحملق فى الجيتار وسألنى : 
"بتعزفى حاجة لـ (حكيم) ؟؟! "
ولدهشتى كان يبتسم .. أعنى أن فمه كان متقلصًا .. وعلى ما أظن فهذه هى أقصى ابتسامة يملكها
إحم .. 
نظرت له فى دهشة .. أتسمع حكيم ؟؟! .. اس ..اس ..السلام عليكوا ؟؟  .. توقعت أن تكون مولعًا بسيمفونية بتهوفن السادسة الكئيبة ..التى تبكى منها الأسود فى جنوب افريقيا ..
أما حكيم ..؟؟ .. فقد فاق هذا توقعاتى كلها !! 

"إحم ..لأ .. محمد منير ممكن .. حكيم مش بيتعزف ع الجيتار .. "
عاد فجأة إلى عبوسه .. وكأنه يخاف لو رآه أحدهم يبتسم ..
هذا الرجل يشعرنى أحيانًا وكأن كل ضحكة يضحكها عليها غرامة فادحة يذهب لدفعها مع الغرامات على سيارته فى المرور !! 
..
حصة الإنجليزية 
ميس /أمانى  ..
هذه المرأة كالعاصفة ...
ولن تجد وصفًا أقرب من هذا إليها !! 
تدخل الفصل .. تدور بعينيها يمينًا ويسارًا .. أشعر وكأنها تتشمم الهواء من حولها  .. وأحيانًا أيضًا تشعرنى بأنها مصابة بالبارانويا أو جنون الإضطهاد .. الكل أوغاد .. الكل حمقى لا يفهمون .. الكل بطيئى الفهم ..الكل يستحقون الضرب بالسياط .. الكل يبغى موتى ..ال  !!
دَخَلَت .. فقالت فى لهجة أنفية على اثرها تشعر بأنك حيوان :
"تسعة .. اللى جايين تسعة من تسعة وعشرين .. مش العيال الـ ************* (شتيمة تخدش الحياء) قالوا انهم جايين ؟؟.. طَب عليا النعمة بقى لاشرح الدرس .. افتحوا الاستورى يا عيال !! "
(أوليفر تويست) .. الاستورى المقررة علينا هذا العام .. وهى -كعادة كل كتب وزارتنا الحبيبة - تحولت من أروع الروايات العالمية إلى قصة تقرأها أم فاروق لابنها فاروق قبل النوم ..ثم تضعها  على صينية البطاطس المحمرة لتمتص الزيت !! 
 " افتحول بيدج (12) ..هاناخد شابتر (2) .. واللى ماجاش بقى يخبط راسه ف الحيط ..عشان يتعلموا بعد كده يقولوا حاجة وماينفذوهاش !! " 
الغريب انها أمسكت القصة بين يديها .. قرأت أول سطرين .. ثم توقفت .. أخذت نفسًا عميقًا ..أخرجته فى زفير ترتج له الجبال فى شمال الهند ..ثم نظرت إلى (آلاء)  -مش محتاج ذكاء يعرفك ان آلاء واحدة من سكان الفصل- وقالت : 
"عارفة يا بت يا آلاء .. الجمال جمال الروح يا بت .. أى والله .. "
وطبعًا توقعت منَّا أن نصرخ فى اعجاب كما كانوا يصرخون فى حفلات أم كلثوم : 
"يا سلام عليكى يا ست .. أعِد ..أعِد !! "
أو أن نتمرغ فى الأرض تحت قدميها ونتساءل من أين اتت بهذه الحكمة الوجودية الكونفشيوسية .. أنَّى لها بهذا الكلام الحكيم ؟؟! 
أو أن نعوى كمن كانوا يحرقونهم بتهمة الهرطقة قديمًا غير مصدقين مدى الحكمة  أو مقدار ما يمكن للعقل البشرى أن يتوصل إليه  عن طريق التأمل ..كم سيكون رائعًا لو أنتجوا فى المصانع مليون امرأة كميس أمانى .. سيصل التقدم العلمى والحضارة إلى أوجهما وذروتهما  
ولما لم تجد منا أيًا من ردود الأفعال هذه ..قالت فى شمم : 
"والله ما انتوا فاهمين حاجة يا عيال ..باقولكوا الجمال جمال الروح.. "
فلما لم تجد منا أى رد فعل باستثناء الحملقة والـ(ازبهلال) ..  تستطرد كلامها قائلة :
"عارفة يا بت يا آلاء .. انا باحبك كده لله فى لله .. مش لازم تكونى جميلة يا بت .. كل واحد ربنا بيبقى حاطط فيه ميزة كده وموهبة .. فى بنات موهبتهم الجمال .. أى والله ..الجمال ده موهبة فى حد ذاته .. وفى بنات موهبتهم رجاحة العقل .. أى والله يا بت .. انتى فيكى حاجة مميزة يا بت يا آلاء .. أنا باعترفلك بكده !! "
المدهش هنا هو عدد المرات التى تكررت فيها كلمة (بت) وكلمة (أى والله) .. من الحظ العاثر أن موسوعة (جينيس) لم تكن متواجدة معنا .. وإلا لسجلوا رقمًا قياسيًا جديدًا فريدًا من نوعه !! 
ظلت تتحدث فى مواضيع غريبة ..أذكر منها شيئًا عن مُدَرِسة اللغة الإنجليزية التى كانت تدرس لها فى   سِنِى دراستها الإعدادية .. وكم أنها كانت جميلة جدًا .. ولكن عيبها أنها كانت تدخل الفصل فتجلس على (الدكة) الأولى .. وتسند رأسها إلى ركبتيها .. ثم ..خخخخخخخخخخخخخخ .. تنام إلى أجل غير مسمى !! 
أذكر أيضًا أنها قالت شيئًا ما عن (المحشى) أو كيف أنها تطبخ المحشى بدون أن تلتصق حشياية) بأخرى .. 
وقد أدهشنى ذلك المفرد العبقرى الذى ابتكرته لكلمة (محشى) :  (محشياية) ..!! 
نظرت فى ساعتى .. هوف .. باقى عشر دقائق .. 
أجدها فجأة تنتفض ..تنظر لساعتها هى الأخرى فى رعب .. وتقول
"يخرب بيتك يا مخفية منك لها .. ضيعتوا الحصة .. يلا يا بعيدة انتى وهى .. افتحوا الاستورى "
ولا أفهم منطقها الغريب فى اعتبار كل شخص (مخفى) أو (بعيد) .. وكأن الدنيا تعج بالناس الشفافين (المخفيين) والناس الذين لا يتواجدون أبدًا فى أماكن قريبة منك (البعيدين)   !!
المهم أنها صممت بإرادة لا تهزها الزلازل أن تنتهى من شابتر 2 قبل انتهاء الحصة .. وأخذت تقول : 
"يلا يا مخفية منك لها .. (والى) هايدعى عليا لو اخدت عشر دقايق من حصته !! "
بالنسبة لـ(مخفية) ..فأنتم قد ألفتم أسلوبها العجيب فى الحديث .. أما عن هذا الـ (والى) ..فستتعرفونه حالًا !! 
"يلا يا أمانى .. مش كل مرة كده يعنى ..ورايا ورايا ف كل الفصول !! "
"استنى بس ..فاضل السطرين دول والله .. بص انا فين ؟؟ .. انا وصلت للسطر ده اهو "
ثم تلوح بالقصة فى وجهه حتى لتوشك على أن تدخلها فى عينه كالخازوق   
"هاتخدى الحصة ولا ايه .. خلصينى !! "
"والله خلاص اهو  .. هاخلص السطرين دول .. واغور من هنا !! "
 "طب أنا قاعد فوق .. لما تخلصى بقى ابقى آجى .. "
"استنى بس .. مش هاخد دقيقتين "
"يا ستى هاقعد فوق بس لحد ما تخلصى " 
 ثم  يخرج .. وتواصل أمانى رحلتها اللأبدية وقراءتها المحمومة !! 
تنتهى أخيرًا .. ولا تنسى  أن تخبرنا قبل أن تغادر الفصل بأن : 
"قولوا للكلاب اللى ماجوش ..ان أمانى شرحت شابتر 2 ..هه ؟؟ أمانى شرحت ايه ؟؟ شابتر 2 ..وانها مش هاتشرحوا تاااااااانى .. فاهمين .. عشان يتعلموا يغيبوا كويس  ..ومش هاشرحه تانى .. وآدى دقنى آهى ..آهى!! "
فلولا ما عليها -ميس أمانى- من قشرة تحضر .. لكشرت عن أنيابها فى ضراوة !! 
 ..
الحصة  الخامسة  (أو ما تبقى منها) رياضيات. مستر/ أحمد والى ..
 أمَّا عنه .. فهو .. اممممممممم .. مختلف .. 
نعم ...
هل تعرفون كيف تبدو الشخصيات النادرة / المختلفة ؟؟! 
لا تعرفون ؟؟! 
حسنًا .. هو متوسط الطول .. ذقنه صغيرة جدًا ربع نامية .. ويرتدى دومًا بنطالًا من الجينز الأزرق .. قسماته مريحة .. 
 ولا ينفك يردد : "طب يا رب أشوفك مكسرة على سلم يا سلمى .. إلهى تقعى تنكسرى يا فاطمة يا حمادة !! .. إلخ .."
يملك تلك الميزة التى ..... كيف أصفها .. حسنٌ .. هو يستطيع أن يقتلك من الضحك .. ثم ينتشلك من جديد إلى الواقع الجدى ..لطالما أصابتنى تلك الصفة بالحيرة .. كيف يفعلها ؟؟! 
له مصطلحات خاصة لن تجد غيره يقولها ، مثل :
"الله يعطيكى العافية .. تمشى وحَمَاتك حافية !! "
 ومن فضلك -عزيزى القارئ-  لا تطالبنى بتفسير تلك الجملة السرمدية .. لأننى - بلا فخر- لا أملك تفسيرًا ..                    كل مصطلحاته تلك تجعلنى أرغب بشدة فى أن أجمعها كلها .. وأخطها على ورق ..ثم أبعث بها إلى أية دار نشر .. وأنشرها فى كتاب تحت عنوان : "المصطلحات الوالية فى الحياة السرمدية " .. أو "أجمد المصطلحات ..لمدرسى الرياضيات "
حيث أننى أؤمن كل الإيمان أن ذلك الكتاب سيحقق أعلى مبيعات .. وستنهمر عليه النقود مدرارًا .. وسيدر ربحًا يجعله يتقاعد فى سن الأربعين كحد أقصى !! 
وحين يرانى أقرأ رواية ما بتركيز .. يهز رأسه يمينًا ويسارًا  ، وتنطق عيناه كلمة واحدة : "مجنووووووونة !! " 
أما بعد ..
فهمنا أنه لن يشرح شيئًا  ..
 "بَلَا وجع قلب" -على حد قوله- 
فأمسكت بكتاب (أنيس منصور) ..وجلست فى نهاية الفصل فى الديسك الأخير .. وانزويت على نفسى .. وبدأت اقرأ ..
ولكن هيهات .. 
وبدأ الصخب ...
"مستر .. هات الدرجات "
"مستر ..طب انا جبت كااااااااام ؟؟! "
"يا مستر .. هاتلى درجتى يا مستر "
وتحول الأمر سريعًا  إلى مصارعة ديكة .. أوقف هو كل هذا بأن صرخ : 
"بااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااس "
ثم أحضر أوراق الامتحان .. وبدأ يقيد الدرجات ..
"شيرين عصام .. تمانية "
"فاطمة عيسى حمادة .. صفرررررررررررررر"
وينطقها بتلك الطرقة التى يضغط فيها على حرف (الراء) فيعطيه أكثر من حقه .. وفى الوقت ذاته يجعلك تخشى تلك الكلمة بشدة : "صفرررررررر"
ولا ينفك يردد من حين لآخر :
"ماحدش ييجى عندى .. ماتتكلموش وسيبونى أصحح "
 فى النهاية لم تُجد تهديداته نفعًا .. وتجمعت حوله ثمانى ذبابات (تسى تسى) ..أأأأأ أقصد ثمانى فتيات لا يختلفن كثيرًا عن ذباب (تسى تسى) الذى يعتبر أنه ثمة صمغ عربى على وجهك ..فيلتصق به للأبد !! 
  ولم يهدأ لهن بال حتى عرفت كل واحدة درجتها فى الجبر والهندسة كاملة وقلَّبت بعينين كعيون الصقر فى ورقتها ..  وكل واحدة منهن تصرخ كمرضى الجذام : 
"انا ليه ناقصة كل ده يا مستر ؟؟ .. ده ظلم ..عااااااااااااااا"
"والله ما غلطانة ف حاجة يا مستر " 
ولا بأس من بعض الـ "عاااااااااااااا"  التى تضفى تأثيرًا على كلامها .. 
فيهز هو رأسه ولا يتكلم حينًا .. ثم يفقد أعصابه -وله كل الحق فى ذلك - ويصرخ فيهن حينًا .. لولا هيأتهن البشرية .. لقلت أنه يَذُبهن كالذباب لا يصرخ فيهن !! 
يتماسك .. ويثوب إلى رشده .. ويستجمع أبراج دماغه المتبقية .. ويملى عليهن الدرجات .. لعلهن يتركنه فى سلام !! 
يجلس فى النهاية يتحدث عن (شىء ما) لم أسمعه صراحةً ..لأننى كنت منهمكة تمامًا مع أنيس منصور !! 
لطالما دفعنى -مستر أحمد - إلى التساؤل .. كيف يتحمل ؟؟! هه ؟؟ كيف يتحمل الوقوف طوال اليوم أمام مجموعة من الحمقى -طلاب كما يحبون أن يسموا أنفسهم- ومحاولة الوصول لمفتاح يفتح به أبواب عقولهم الغبية التى لا تفقه أكثر من (الشبشب ضاع) و (فتحت النهارده الـ B.B.M ومالقيتش حد فاتح نياهاهاهاهاها ) ؟!! 
 كيف يتحمل .؟؟ هه ؟؟ .. يقودنى ذلك السؤال إلى الجنون .. 
جربت قبلًا أن أعلم أخى أسس الكتابة .. أمضيت معه عشر دقائق ثم أسقط فى يدى ..انهرت وصرخت : "طفح الكيل .. انت ازاى فاشل كده ؟؟! "
فما بالك بمن يمضى ثلاثة أرباع حياته مع طلاب بلهاء يفتحون أفواههم كالجواميس البرية عندما يسألهم : "فاهمين ؟؟ "
فيردوا -بعيون زائغة وفم مفتوح يسيل منه اللعاب - الرد الدائم : "هاه ؟ "  
فالآن أرى أن له كل الحق -أقول كل الحق - فى أن يقول : 
"والله أنا ليَّا الجنة !! "
 والله لتكونن لك الجنة أيها الوالى :)
.. 
"تررررررررررررررررررررن" 
الفسحة ...
تهرع كل واحدة إلى حقيبتها .. وتدس (ساندويتشاتها) فى فمها .. وتحشر كل واحدة ساندويتشًا ذا محتوى غريب حشرًا فى معدتها .. لا أستبعد أن تحضر واحدة منهن ساندويتشًا
 من الجراد المقلى بصلصلة الصراصير المحلاة بأمعاء بعوض الملاريا وتأكله فى نهم وعن طيب خاطر  .. أهلًا بك فى عالم طالبات المدرسة يعنى !! 
أبدًا لن أفهم سر نهمهن ووحشيتهن الغير طبيعية تجاه الطعام .. يأكلن كأنهن لم يذقن الطعام فى حياتهن ..يأكلن وكأنه ما من غد .. أجد هذا غريبًا جدًا حيث أننى آكل فى اليوم وجبة واحدة -يمكن اعتبارها نصف وجبة- ..وآكلها بطلوع الروح .. سر كونى آخر من أسرار الكون !! 
 آخر حصتين .. لم يحدث الكثير .. حصة الفلسفة ..طفق يتحدث فيها عن العدالة والمساواة والـ ...(بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلاإلى آخر هذا الهراء الكونفشيوسى .. الفلسفة بالنسبة لى لم تتعد يومًا على أن تكون فن وصف سانديتش الفول  بما فيه من لون وطعم ومعادن وألياف و ...و ...و ..و دون أكله .. وحين تقرر فى النهاية أن تأكله .. تكتشف فى دهشة انه قد فسد !! .. 
أى حمق ؟؟! 
ولكن لا يمنع هذا من أن تكون لى قراءات فلسفية عدة .. خذ عندك كتب (نيتشة) وكتب (الفلاسفة الرواقيون) التى أجمعها من على صفحات النت جمعًا .. أضف لهذا كتب (فرويد) لو وضعنا علم النفس فى نفس سلة الفلسفة .. لهم أمثال عجيبة ..خذ عندك ذلك المثل الذى أمطر به (كونفشيوس) تلاميذه المساكين : (أشجار السرو لا تنمو حتى تصير للرضيع لحية تصل لقدميه) .. ولا تسألنى عن العلاقة بين أشجار السرو وبين أى شىء فى الحياة ..إلى آخر هذا الهراء يعنى ..
"كل المصريين كدابين .. الجملة دى بقت تتردد على لسان كل واحد .. فإذا كان كل المصريين كدابين .. وبما ان انت مصرى .. يبقى انت كمان كداب .. يبقى المصريين مش كدابين .. باعتبار انك كداب .. فأى حاجة هاتقولها هاتبقى كدب .. يبقى لما تقول ان المصريين كدابين .. يبقى العكس صحيح .. فاهمييييييين ؟!"
وكان هذا تلخيصًا منمقًا لحصة الفلسفة ..
 تأتى حصة اللغة العربية.. مستر /أحمد شلبى ..
قضيت الحصة كلها أتناقش معه فى الروايات ..واكتشفت أنه يهوى قصص (يوسف ادريس) ..وأخذنا نتناقش فى رواية (السكرية) لنجيب محفوظ .. 
ثم .. 
الخلاص ..
أعنى المرواح !
خرجت رأسًا من المدرسة .. وقضيت ساعة كاملة فى مكتبة (شادى) ..أجمع الروايات  وأختار منها .. ابتعت عشر روايات .. ودفعت اثنين وعشرين جنيهًا .. أشعر -بشكل ما- أن تلك المكتبة تعتمد فى كسب رزقها علىَّ ..   
عدت لدارى ..محملةً بكنزى الصغير ..
وقضيت الليلة كلها فى القراءة ...
عينىَّ ليستا على ما يرام .. أحتاج لنظارة جديدة .. من الواضح أننى سأفقد بصرى فى القريب العاجل .. تلك حقيقة ظاهرة جلية !! 
..
 كان هذا هو الثالث والعشرين من أكتوبر من منظورى الخاص جدًا .. و .......
مستر أيمن .. ميس أمانى .. مستر هانى .. مستر أحمد والى .. مستر احمد شلبى .. آمل ألا تمانعوا ما كُتب ها هنا .. كانت فقط محاولة للتنفيس عن الكلاكيع التى تجثم فوق صدرى -كما تقول فيروز- 
أما الآن ... 
فاعذرونى  .. لدى روايات لأقرأها .. أما بصرى .فترحموا عليه من الآن !! 
وإلى لقاءٍ آخر :))