السبت، 22 سبتمبر 2012

طب ماذا لو فقدت قلمى ؟؟! (ما أملك)





طَب ماذا لوحدث ذلك ؟؟!
ماذا لو فقدت قلمى ؟؟! 
وقلمى هو ما أملك ...
لا أملك حساباً خاصاً فى البنك الأهلى ..ولست أتمتع بأى توصيات من أى شخص كان ..لو أردت وظيفة فلن أجد واسطة ..ولن أتزلف يوماً إلى أحد ولست بارعة فى التملق أو المداهنة ولن أفكر فيهما أصلاً ..لا أستطيع أن أدخن البايب أو النارجيلة لكى أبدو حنكة أعرف ما يجب عمله .. وأمام مشاكل العائلة سينز العرق من جبينى ..وستصرخ أختى فىَّ أنه لا مندوحة لى عن الأمر ..ولكنى سأصرخ فيها أن تدعنى وشأنى وليذهبوا جميعاً إلى الجحيم .وأننى سأذهب ولن أعود حتى يفهموا ميكانيزم (العائلة) الحقيقى!! 
لا أملك عقلية جبارة فى العلوم ،وقدراتى الجمالية متواضعة ..
الحقائق لا تطفو أمامى على السطح مثلما تفعل مع أمثال (هولمز) و (بوارو) .. ولا أقف أراقب لحظات الشفق وكأننى أشاهد فيلماً لـ(سيلفستر ستالون) .. لا أجيد فن الرومانسية-الذى لم يعد له مقاييس محددة هذه الأيام- ..وذكائى الإجتماعى =صفر .. مجمل الأمر أننى لا أملك إلَّا الشئ الذى جعلنى ..الذى مكننى ..قلمى !
 لو فقدته ..تستطيع تخيل ما سيحدث .. أو دعنا نقول :(لا تستطيع) !!     
ربما حينها سأكون فتاة يؤوس لا أمل لى فى شئ أقيم على فَرشة تحت كوبرى القبة .. أو -من يعلم- سأجن وأذهب إلى الثرايا -إياها- وسأضع كسرولة مقلوبة على رأسى وفى يدى سأضع ملعقة مطبخ خشبية عملاقة وأمسكها كصولجان ..  وأتوج نفسى ملكةً على كل أهل الثرايا ..

بالله عليك لا تقل الموشح اليومى الذى يضم أسماطاً وأغصاناً من كلامك المتشابك الذى لا ينتهى عن أن (الحياة حلوة ) و (قلمك يحبك ولن يتركك) .. نحن لسنا بصدد مشكلة زوجية عائلية هنا يا أميجو ..وانت لست وسيطاً بينى وبين قلمى ..وقلمى ليس بزوجى الذى تشاجرت معه .. إنما هى فقط عقدة نفسية لدى كل من يملك قلماً -بالمعنى المجازى للكلمة-  ..
أتخيل نفسى يوماً وقد نفدت أفكارى ..وأننى لم أعد أحزن ..والحزن هو الذى كان يدفعنى للكتابة .. وأن الروايات فى العالم قد انتهت .. وأن المدرسة جعلتنى لا أضع تفكيرى فى شئ آخر إلا منهجها العقيم المتخلف عقلياً ..وأن عقلى قد كَف عن الاستجابة لطرقات يدى المتحمسة على بابه ..
هل تفهمنى يا أميجو ؟؟!
لو تركنى قلمى فلن أزيد عن شحاذة ترتدى أسمالاً بالية تقف فى الإشارة تنتظر رزقها -الذى غالباً لن يأتى- !!
دائماً ما سألونى فى المدرسة هذا السؤال : "بما إنك بتكتبى بقى وكده ..وليكى فى المعانى وأصول الكلمات ..يا ترى بتجيبى الدرجة النهائية ف التعبير ؟؟!"
آآآآآآآه .. السؤال المعتاد .. أكل ما خطر فى أذهانكم هو :(الدرجة النهائية ف التعبير ) ؟؟ .. أستظل تكدح طوال حياتك من أجل درجة نهائية سخيفة لن يفخر بها غيرك وأبواك ولن يراها أحد سوى مدرسك الذى لن يتكبد عناء الربت على رأسك حتى تهنأةً لك !!
.. القلم ليس موضوع تعبير ولا امتحان لغة عربية سخيف .. هذا معنى واهن ولن يصمد أمام المعنى الحقيقى -الحقيقى الحقيقى- للقلم ..
قلمى يداولنى ،يقلب معى النظر فى أرواح الناس ،  فى شوارع الأذهان يجول معى ، يتمنى معى أن يزعف اليهود جميعًا وأن يفقأ عيونهم مجتمعين ، يزدرى معى كل الرؤساء السخفاء ذوى الأقنعة بجانب باب المنزل  واللغو واللغف الذى لا ينتهى ..
يطيب خاطرى حين ينهار السد.. 
يتهكم معى على المتشدقين بالقول جميعاً !!
قلمى ليس لغوسًا ..فهو لا يحتاج طعامًا أساسًا ..لأنه ابتعد عن هذه الأمور المادية البحتة  منذ زمن طويل ..
قلمى لاغفنى ..صادقنى ..غلفنى ..قلمى صنع ثلمةًً فى قشرتى المادية ..وجعلنى أتركها -بلا رجعة- للأبد ..
مالناش غير بعض..فلا تخذلنى 
آذرنى ..آذرنى ..آذرنى :) 
 


الله ينور عليك يا أميجو ..هكذا انت تفهمنى ..طوبى لك :))

هناك تعليق واحد:

  1. رائعة هذه الكلمات
    ورائع هذا القلم
    ولكني اريد ان اطمأنك
    اني كنت دائما قلمي وورقي صديقاي
    لكن يوما فقدتهما في زحام الايام والمسؤليات
    ففقدت الامل
    لكن
    عادا الي عندما اشتقت اليهما
    عادا مهرولين..
    فلا تقلقي .. الاصدقاء الاوفياء يعودون

    ردحذف