الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

وحتى لا يدركه الظلام



وحتى لا يدركه الظلام ...
..
النظارة واحدة من أساسيات حياتى .. مش شىء غريب يعنى انى اكتب عن النظارة .. أى والله .. بعيدًا عن عدستيها أتحول إلى قطة عمياء تتمسك بطرف ثوبك وتتحسس طريقها فى خوف ..من دونها أرى العالم وكأن أحدهم قد ذرف دمعًا على شبكيتى ولم يأت هذا الـ(أحد) ليمسح ما ذرفه ..
فى المبنى المتناقض -المدرسة- أرى السبورة وكأنها كتلة بيضاء مبهمة الملامح وعليها لطخات من كل الألوان وهى الكتابة التى خطَّها المدرس والذى ليست رؤيته بأفضل حالًا عن السبورة .. فأما المدرس فأراه كيانًا عجيبًا ملعبك غير محدد الشكل متشابكًا ..يملك شيئين .. يحركهما باستمرار ..أستفسر عن الأمر من (داليا) ..فتقول أن هذين الشيئين ..  :
"من المفترض يعنى انهم ايديه -ذراعيه- ..يعنى انا اللى شايفة أوى يا رانيا !! " -على حد قولها- 
الشوَّافة ..
النظارة ..
والعدسات السحرية الشفاقة المربعة ..والتى يحيط بها اطار أسود لامع ..ضع العدسة ..انت ترى .. واتركها ..وهوبااااااا ..انت أعمى !! 
أحيانًأ أفاجأ بأحدهم يتجه نحوى ويسائلنى فى غِل واضح : 
"هو انتى بتبصيلى كده ليه ؟؟! "
فأجفل ..وأبحث عن مصدر الصوت .. وحتى أكتشف أن ذلك الشخص يقف أمامى ..تمر عشر دقائق على أقل تقدير ..فاسائله بدورى : 
"أفندم ؟؟! "
فيكرر ذلك الشخص -الذى لا أرى منه أنملة- سؤاله ملمحًا على انى غبية وأنه يتمنى أن تدوسنى الأفيال فى جنوب إفريقيا : 
"انتى قاعدة تبصيلى م الصبح يا آنسة .. حضرتك بتشبهى عليا ولَّا حاجة ؟؟ "
فأنظر حولى بعينين زائغتين ..وأهز رأسى يمينًا ويسارًا : 
"أنا .. أنا .. هو أنا شايفة حاجة ؟؟
رغم أننى لا أرى منه شيئًا ..ولكنى -ببعض الخيال- يمكننى تخيل موقفه .. لا تحتاج لأن تكون زرقاء اليمامة لكى تدرك موقفه ..لابد أنه سيضرب كفًا بكف ..لابد أنه سيتساءل عن سبب هروب مرضى السرايا الصفرا وعجز التمرجية عن القبض عليهم ووضع حد للموضوع وحصرهم من جديد .. لابد أنه سيصاب بالفالج ..لابد أنه سيمشى مبتعدًا مرددًا الكثير من "عشنا وشفنا" بلا توقف !! 
بالله عليك يا أحمق من على البسيطة ..أنا عمياء ..مش شايفة حاجة يا عمنا ..
أنا عمياء يا مخ البسلة ...
لا أعرف ما أنظر إليه ..لا أرى فارقًا بين الطويل والقصير ..فقط هناك كتل مبهمة أكبر من الأخرى ..
ليتك تموت يا شيخ وتريحنى .. منسوب الحمقى فى المخازن قد ازداد عن منسوب القمح .. حتى انك لو أحضرت طبقًا من الإندومى لوجدت فيه بعض الحمقى ينظرون لك فى بلاهة الجواميس البرية ويتحركون مع حركة المعكرونة إذ تقلبها وتحركها بالمعلقة !!
لم أعد أشُك فى أن هناك سيدة من سيدات (المحشى والبقلاوة) تحقد علىَّ ..ذهبت إلى أحد رجال الأعمال ..ليس ممن يسافرون إلى مارينا كل عام فى أغسطس ..رجال الأعمال يا رجل !! 
إحم .. أعنى الدجالين (ذوى السر الباتع) -كما تحب أم فاروق أن تطلق عليهم- وطلبت منه أن (اعمللها عمل) يخلى النظارات (مالهاش عمار معاها) .. من منكن يا ****** يا جارات الهنا دبرت لى هذا العمل ؟ .. من المؤكد أن العمل محشو بعظام الضفادع المطحونة وأسنان التنين (كما يسمونها فى السوق) ومن المؤكد أيضًا أنه مدفون فى مقابر قريبة ..يومًا ما سأستخرجه وأذهب لفكه عند أحد رجال الأعمال أيضًا .. 
وحينها ..
سأرى !! 
 ..
(إنها معجزة الرؤية أى بنىَّ) !!                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق