الخميس، 11 أكتوبر 2012

والمذياع ...

جلست ذات مرة .. 
على ماذا ..
لا أذكر .. شىء يُجلَس عليه ..
وناديتها ..فكانت ترد أحيانًا ..
ثم رويدًا رويدًا .. بدأت تتجاهلنى تجاهلًا صريحًا ..
وأصبح صوتها يأتى يكتنفه الملل والضنك .. ثم بدأ يخبو شيئًا فشيئًا ..
حتى تحولت إلى مذياع ..
إذا طلبت محادثتها .. جلست على أرضية المطبخ .. وحدى .. وأمسكت بالمذياع .. 
"ألو ..ألو "
فترد هى ..ويأتى الصوت المشوش الذى نالت منه التشويشات الإستاتيكية المزعجة .. تشششششششششش 
فأشعر بالوَحشة .. يبدو أننى لن أراها ثانيةً .. فقط المذياع وسيلتها لتأخير نهاية تلك الصداقة ..
بيَد أننا كنا نستمر فى الحديث عبر المذياع .. حتى أصبحت هى نفسها مذياعًا .. نسيت ملامحها وشكلها .. نسيت صوت عطستها المميزة .. وأصبحت مجرد مذياع أسود اللون ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق