الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

ما قبله :)

دائمًا ما تكون الأيام السابقة للعيد يد الأضحى- ذات طابع معين خاص بالنسبة لى ..
وخاصة أن أعياد الأضحى تكون فى فترة الدراسة .. 
العام السابق للعام القبل الماضى (2010) ذهبت للمبنى المتناقض -المدرسة- فى اليوم السابق للوقفة .. وعدتنى فيروز بأن تأتى .. ذهبت فلم أجد سوى الهواء الطلق الذى يخترق الثغرات بين شعرى .. فعدت لدراى مطرقة الرأس .. وصممت أمى فى ذلك اليوم على أننى يجب أن أتناول البيتزا على الإفطار .. لأنها ترى أننى هزلت ونحلت كثيرًا .. 
العام القبل الماضى .. لا أذكر التفاصيل بالتحديد .. أذكر فقط أن أبى أخذنى مع أخى الصغير إلى محال ليشترى له بعض الألعاب .. أذكر أننا اشترينا الألعاب ثم أخذنا نبحث عن مكتبة تبيع روايات .. لأننى خرجت معهما خصيصًا لشراء الروايات .. تارة ينظر لنا بائع هذه المكتبة فى تشفٍ ويقول أنه لا يبيع هذه (الأشياء) أيام الدراسة .. وكأن هذه (الأشياء) أبراص ملتصقة بالسقف ..
وتارةً ينظر لى البائع فى شمم من فوق لتحت ..ويقول أننا لسنا فى سور الأزبكية  ها هنا .. هذه مكتبة محترمة !! 
وهل قلنا أننا فى بيت مشبوه يا حضرة ؟؟! 
..
حتى يأست وكدت أبكى.. عيد الأضحى يعنى لى بصورة خاصة :الروايات والكثير منها .. أبتاع أربعة عشر رواية كحد متوسط .. حتى تذكرت تلك المكتبة .. المكتبة التى كانت البصيص فى العتمة .. 
مكتبة شادى ..
غامر أبى بمقدمة السيارة وهو يدخل إلى الشارع الذى تقبع فيه المكتبة .. التكاتك والكثير من (العنب العنب العنب ..تيرارارارا) 
والضحكات الماجنة .. مصر بكامل عنفوانها .. 
وها هى .. 
بلافتتها الأرجوانية .. وكلمة (شادى) المكتوبة بخط منمق بلون أبيض ..
أخرج من السيارة .. وأعرج كالمسلوعة نحو المكتبة .. وتنتابنى موجة من الأمل إذ أرى الروايات أمامى فى تلك الـ(إستانده) البيضاء العظيمة الملآنة على آخرها بالروايات ..
أعود إلى دارى مع كنزى الصغير .. وأقضى الليل كله فى القراءة ...
العام الماضى .. أخذنا أبى إلى (كايرو مول) وابتاع لأخى الكثير من الألعاب العجيبة التى لا أدرى لها استخدامًا .. لعبة لزومبى يأكل رجلًا حيًا .. ولعبة لرجل يأكل زومبى حيًا .. ولعبة تأكلك انت نفسك حيًا !!
ثم اتجهنا من فورنا إلى أين يا ترى ؟؟ 
طبعًا .. مكتبة شادى ..
الظلام البكر .. ثم تظهر المكتبة .. اللافتة الأرجوانية لم تتغير ..وكذلك الكتابة عليها ..
أضع فى يدى كل ما تقع عليه عينى من روايات .. ينظر أبى إلى كَم ما جمعته بين يدىَّ .. ويهز رأسه يمينًا ويسارًا ويقول : 
"مجنووووونة !! "
ثم يقضى ساعتين مع صاحب المكتبة يثرثران عن موضوع ما كـ (أنواع سائقى الميكروباصات) أو (الإستخدام الأمثل لمفتاح 9 )  شىء من هذا القبيل !! 
وأثناء ثرثرته مع الرجل .. كنت أنا اتأمل الروايات .. تعجبنى واحدة .. فأمسكها ..وأضيفها إلى ما اخترته مسبقًا .. وهكذا .. كلما قضى أبى خمس دقائق اضافية .. أضفت إلى الحساب بضعة جنيهات اضافية .. حتى فطن أبى إلى هذا .. وقرر الرحيل والتوقف عن الثرثرة قبل أن تتحول محفظته إلى هشيم تذروه الرياح ويلجأ إلى التسول !!      
تلك الليلة قضيتها فى القراءة كذلك ... 
أما عن هذا العام -2012- ..
فأنوى أن أكتب عنه فى تدوينة أخرى .. 
وإلى تدوينة أخرى :)) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق